رأي

زعيم لبناني للبيع!



لمن يهمّه الأمر، ولمناسبة انطلاق الاستعدادات للانتخابات النيابية، أملك زعيماً ورثتي حفيداً عن أبٍ عن جد، أرغب في بيعه لهواة هذا النوع من المخلوقات، بسعرٍ "لقطة"، مقارنةً بما يمتلكه من مؤهلات، أبرزها:


- صحة "مثل الحديد" على الدوام، لا كريب ولا زايدة ولا مرارة ولا كوفيد ولا متحوّراته.


- لا ينال منه التقدّم في العمر، بل بالعكس، يجعله مرشحاً لواحدةٍ من كراسي الرئاسات الثلاث وما يتبع لها من كراسٍ، مع احتفاظه بحقّه في تحديد القفا المناسب لكرسي المكاسب.  


- سلاسة في نقل جمهوره الحبيب من جيبه إلى جيب وليّ عهده، ابناً كان أم زوجة أم أرملةً أم صهراً.


- براعة في تقاسم الحصص والمغانم على حاشيته والأزلام وحرمان الأغنام منها.


- قدرة على اللف والدوران كالبهلوان من يسار إلى يمين ومن ثوري إلى رجعي، مع ثقة مطلقة بأنّ تابعيه سيتبعونه في كل اتجاهٍ وحين، إلى أبد الآبدين.


- ساحر يحوّل الدم في لحظةٍ إلى ماء، والماء إلى دماء لا يملّ يغسل يديه منها.


أما لماذا أبيعه، فلكي أرتاح من حمله على كتفيّ المنهكتين، وأريح ما بقي فيّ من روحٍ ودم، ولأني خسرت كل شيء، بعدما باعني مواقف وشعارات فاسدة، وهو يخطط ليشتريني بحفنة زفت أو بطاقة تسوُّل تمويلية. أبيعه لأنه باع دماء الشهداء وأنين الأمهات وباع الوطن وأحلام وأوجاع المنتظرين المسلّمينه مصيرهم، وباع خيراتهم وجنى أعمارهم ورهن أبنائي للمجهول..


أبيع هذا الزعيم بسعرٍ بخس.. فهل مَن يشتري؟

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي