رأي

القرداحي أضحية تمهيداً لبدء التسوية الرئاسية في لبنان!

بهدوء... فقد فاقت الأزمة اللبنانية كل الحدود بما بات يحتمِّ إيجاد علاجات سريعة وجرعات تدعيم رغم النقمة الدولية والعربية والداخلية على السلطة السياسية الحاكمة، حيث بوادر الإهتمام لإيجاد مخارج للحلول صارت واضحة وتتكثف... وفيما يلي قراءة لآخر المستجدات التي تنعكس على الساحة اللبنانية:


لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتباحث بوضع لبنان الجدي خلال غداء عمل بينهما في قصر الاليزيه على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا المنعقد في العاصمة الفرنسية...


تصريحات أنطوني بلينكن وزير الخارجية الاميركي حول الأوضاع الإقتصادية من أمن وطاقة ومساعدات أميركية عاجلة للجيش اللبناني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي سيزور لبنان قريباً بدعم أميركي لمنع إسقاط أو تثبيت حكومة نجيب ميقاتي، والتأكيد بأن رئيس الحكومة لديه خطة جيدة للدفع بلبنان إلى الأمام،حيث كشف بأن العمل جارٍ على توفير الوقود في لبنان والعمل مع الجيش هناك لضمان الإستقرار...


زيارة نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مار غاريتيس سكيناس بيروت على رأس وفد للبحث في الآلية التي تقترحها المفوضية لوقف النزوح السوري واللبناني...


خطاب أمين عام حزب الله مؤخراً والذي كان هادئاً نسبياً وسقفه مقبول بالنسبة للتطورات وتسارع المِلفات خاصة بين لبنان والخليج...


إيجاد تخريجات قضائية بفصل الملفات المتعلِّقة بتفجير مرفأ بيروت لإصدار القرار الظني، وجعل المشتبه فيهم يدافعون عن أنفسهم وذلك عبر الإستدعاءات بحق أمنيين ومدراء عامين لهم علاقة بالملف...


قراءة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر للوضع اللبناني وتصريحاته حول المسؤولين اللبنانيين ليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل أو العزم اللازم لتحمل مسؤولياتهم إزاء أزمة اقتصادية أدت إلى "إفقار شرس" للمواطنين...


والأهم هو زيارة الوزير جورج قرداحي الذي أثارت تصريحات له قبيل توزيره لأزمة ديبلوماسية مع السعودية الى الرئيس نبيه بري حيث أبدى بعد لقائه استعداده للاستقالة في حال توافرت "ضمانات" بعدما اتخذت دول خليجية إجراءات عدة بحق لبنان، وهنا مكمن القضية:


ستكون إستقالة قرداحي أمراً واقعاً من بوابة بري بالتشاور والتوافق مع بكركي الذي سيزورها قريباً...


الكل يعرف مدى عمق العلاقة بين بري وسليمان فرنجية وهذه التسليفة بقطع رأس قرداحي (إستقالة سياسية) لها علاقة بالتسوية أو بالمعركة الرئاسية وبفرنجية الذي سيسلف السعودية موقفاً مهماً ونزع فتيل الأزمة تمهيداً للرئاسة المقبلة ولتقوية حظوظه الرئاسية عربياً وداخلياً ودولياً ومسيحياً وتسويقاً شيعياً له...


هذه أبرز ملامح مسار أزمة لبنان المتسارعة إلاَّ إذا طرأ جديد وما هو غير متوقع أو طارىء على أحداث المنطقة...


ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يمثل بالضرورة مواقف وآراء "زوايا ميديا"


 

الدكتور رائد المصري

استاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية