"سابقة ديموقراطية" في لبنان بلد الحرية، أعادت تذكيرنا بزمن الوصاية السورية وقبلها زمن "الدكتيلو" وتقارير "المكتب الثاني"، "السابقة" المستجدة في زمن الفضاء المفتوح والسوشيال ميديا والإعلام التفاعلي، تمثلت بمنع فريق محطة MTV من دخول قصر بعبدا أو قصر الشعب "افتراضا"، ربما "تعزيزا" للشفافية والمكاشفة، على قاعدة أن من "يبخِّر" يدخل، ومن ينتقد ينتظر على قارعة الفراغ في مواقع الدولة "العلية".
لا ندافع عن توجهات الـ MTV، إلا من موقع تبنيها شعار "كلن يعني كلن"، شعار كل لبناني طامح لبناء الدولة المدنية بعيدا من شعارات غوغاء لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن نتحدث عن هذه الواقعة "الديموقراطية" لأن ما حدث مع الـ MTV يمكن أن يحدث أيضا مع أي وسيلة إعلامية لا "تبخر" للسلطان، وكأن لبنان ينحو صوب نظام شمولي تزينه "حرية الطوائف"، بقوة" تغييرية" توازي أطنانا عدة من نيرات الأمونيوم!
قصر بعبدا هو قصر الناس، لا ملكية خاصة لفريق سياسي أيا كان هذا الفريق، وقصر بعبدا أيضا يمثل رمزية وطنية لا يجوز مصادرتها في السياسة، ومعاقبة من لا يمالئون ويمسحون الجوخ، ومع ما حدث نزداد قناعة أن التغيير يبدأ من نبض الشارع، من وجع من يعانون اليوم وسيعانون غدا، من دموع ذرفت على أحباء، من البطون الخاوية، من الذل والقهر في حضرة وحاضرة الفساد.
أما قصر بعبدا، فسيكون ذات يوم قصر الـ MTV وقصر كل وسيلة إعلامية أنَّـــــــــى كانت توجهاتها، هذا اللبنان وحده يشبهنا، وما عداه تجديف في مياه الصدفة!