رأي

كِبَرُ الرأس... وأوهام القوة!


عدم تنازل فريق سياسي لا زال محكوما بأوهام "القوة" في بلد لا يُساس إلا بالتوافق، يُستشف منه يقيناً أن ثمة من لم يستوعب الدرس، ولا زال يكابر ولو على دماء اللبنانيين وما بقي من أحلامهم الضائعة، ولا زال يؤثر المعالجة انطلاقا من دائرة مصالحه، وكأن شيئا لم يكن، ولا هو يعيش وقع ارتدادات زلازل قوضت أو تكاد بنيان الدولة الآيل إلى السقوط فيما لو لم يستدرك الجميع بالعقل حجم المخاطر الجدية، فالإستدراك ما يزال متاحا شريطة أن يتواضع من يرسمون أوهاما ويصدقونها، في لحظة سقط فيها الجميع ولم تعد المشكلة في ما لم يتحقق من وعود وإنما في مَن رفعها، أي في أداء السلطة مجتمعة، ومن يسعى ليروغ من مسؤولية همه امتيازاته ويدأب لتأبيد زعامته.


بغض النظر عن تفاصيل التطورات الأخيرة عقب زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري للرئيس ميشال عون قبل ظهر اليوم، يبدو أن بعض أركان السلطة ما عادوا يملكون من خيارات إلا اللجوء للترهيب، وهم يعلمون أنهم يقودون البلاد إلى مواجهات نعلم كيف تبدأ ولا ثمة من يعلم كيف يمكن أن تنتهي، خصوصا وأن ثمة دماء لم تجف بعد إثر اغتيال الشهيد لقمان سليم، ويبدو أن ثمة من استبد به "كِبَر الرأس" منفوخا بأوهام "القوة" عينها ولا يني يطالب باستخدامها سبيلا وحيدا للحفاظ على "الامتيازات".


يخطىء من يظن أن ثمة إمكانية لتطبيع الوضع بالقص والترقيع وكأن شيئاً لم يكن، وبدا واضحا إرباك السلطة، فمن يبادر إلى الانقاذ قبل فوات الأوان؟ ولماذا التعامي عن مسؤولية خصوصا وأن الطيف السياسي المستأثر بمفاصل الدولة أوصل البلاد إلى الإنهيار؟


حتى اللحظة، ليس ثمة ما يشي بأن الأمور آيلة إلى أن تصطلح سريعا، وسط الإمعان في تبني آليات سبق وأدت إلى تعطيل البلد، فيما مطالب الناس واضحة، المحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة وحكومة من غير السياسيين، وتقديم كل المرتكبين إلى العدالة بعيدا من الإستنساب، أي رفع الغطاء عن جميع الفاسدين!

أنور عقل ضو

رئيس التحرير