من يستمع إلى خطابات السياسيين، يدرك أن لبنان ماضٍ بخطى حثيثة نحو انهيار شامل، وحيال ما نحن عليه اليوم، ما علينا إلا أن ننتظر الأسوأ فالواقع مخفور بالأصفاد والسلاسل، قد يذهب بالبلد إلى مهاوي الفتن.
لا أحد يعلم أن هذا البلد الصغير لا يُساس بالقوة والعنتريات، فضلا عن أن منطق القوة في لبنان وهمٌ وترهات باطلة، لأن قوة لبنان بتوافق قواه الطائفية طالما أن من يحكمنا زعماء الطوائف في نظام طوائفي، وهم يجرجرون ويسحلون فينا الإنسان ويهينونه من على ناصية مصالحهم والأهواء، ويحرموننا الحد الأدنى من إنسانيتنا الضائعة المضيَّعة من زعيم لآخر، أما مستقبل لبنان الوطن فلا يتحقق بغير دولة مدنية وحدها تؤمن العدالة للمواطنين، بعيدا من نظام التحاصص و"الصيغة الفريدة"، وما يحتمل ذلك من وقوع فتن وسط صواعق تفجير قابلة للاشتعال بين خطاب وآخر، ولا من اتعظ ولا من يتعظ، فيما الكل يحث الخطى نحو الفتنة مستسهلا تبعاتها وما جرّت وستجر على اللبنانيين من كوارث وويلات.
المركب يغرق، وثمة مؤامرة واحدة يتعرض لها لبنان من الداخل، من قوى سياسية أخذت على عاتقها ما عجز الخارج عن تحقيقه، على قاعدة أن الأقربين أولى بالتخريب، وإلى أن تصطلح الأمور، إن اصطلحت، نقول بضمير مرتاح ومن باب المؤكد خارج منظومة الشائعات المتوهمة إن لبنان في مهب الكارثة، فهل من يفتكر ويتفكر!