بلغته المحببة، والفقرة المعتادة "كلمتين عالسريع" التي يكتبها في مجالات عدة، وفي هذا المنشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، يتابع المهندس الزراعي عباس زهرالدين الملفات البيئية علميا واجتماعيا واقتصاديا و"لبنانيا"، حيث تناول الهجرة بجوانبها الأربعة أي الإستقرار، التأقلم، الإندماج والتكامل، والواقع الآني بمقاربة موضوع الهجرة من منظور بيئي واقتصادي (غذائي)، والمخاطر المتمثلة في انقراض المجتمعات الزراعية أي القرى ومعضلة التعايش والتنوع الإجتماعي، وتعافي النظم الإيكولوجية والذي تسعى إليه الأمم المتحدة خلال فترة العشر سنوات من 2021 وحتى 2030.
وفيما يلي النص:
الهجرة بالمُطلق هي دائماً للإستقرار والتأقلم والإندماج والتعايش والتكامل، وطبعاً مع رغبة العيش الواحد، وهي غذائيّة بهدف البحث عن تحسين التمثيل الغذائي عند الإنسان Homo ignis (وعند الحيوان نفس الشي). المنظومات الطبيعيّة والسكنيّة هي الجماد والحياة في آن وهي أمّ التنوّع والتعدّديّة وكانت وما زالت تستطيع القيام بهذه الوظائف والخدمات، والتحذير من سياسة اللا-إندماج واللّا-تكامل قديم جدّا، عشنا تجارب حيّة وشفنا. لحد هلّق منيح يا صاحبي؟ عم تحكي عن فرنسا يا عبّاس؟! حابب إحكي عن حالة معيّنة، ولكن طالما عن الهجرة بالمُطلق، خلّينا نروح أبعد، شو رأيك زوم آوت، هيك منضل أصحاب ويمكن أعز ويمكن مور سابينز؟ صدقيني بزعل كتير لمّا شوف كتار Homo inclinare، كتبت من زمان "وفقاً لنظريّة التطوّر وعلم الوراثة صار لازم يمشي الليبانونيز مايل من كتر ما بيوقف مايل منحاز مع فريق ضد آخر. عن جد ما تعلّمنا من مصايبنا؟... القصة صارت بالجينات حتماً؟". شو بعاد عن العيش الواحد!!! وضحايا الفكر والقرار الأُحادي
صرلي فترة مشارك بلجنة تنظيم نشاط سنوي أسبوع ثقافي "غراسيا مع البحر المتوسط" ببرشلونة، وبعد نقاشات غنيّة آخر إجتماع وصلنا السنة رح نحكي عن الهجرة ولكن مِن مقاربة النظام الإيكولوجي Ecosystem Approach كنت شرحته لزملائي بطريقة حنكليسيّة وركّزت كيف لازم يقودنا ويرشدنا بالأسبوع الثقافي في نوفمبر 2023. طبعاً رح تكون مسؤوليتي تحضير الطاولة ودعوة خبراء حقيقيّين. قبلنا التحدّي. بلّش بالبجع (هجرة الطيور)؟، أو الماعز والغنم (الترحال الرعوي)؟، أو الإنكليس (هجرة الحنكليس)؟، الخ، الهجرة الخارجيّة؟، الهجرة الريفيّة؟، التصحير؟ هجرة الأدمغة؟، التهجير؟ الخ ... قرّرنا نبلّش عالموضة بالهجرة المناخيّة!
ما علينا، المهم ما نزيح عن مقاربة النظام الإيكولوجي Ecosystem Approach وطالما الطاولة مستديرة ورح تكون ضمن عشريّة الأُمم المتّحدة لإصلاح النُظُم الإيكولوجيّة UN Decade on Ecosystems Restoration. نُظُم إيكولوجيّة مطيّنة ومنيّلة بستّين نيلة هون وهونيك، فوق وتحت، نُظُم قرويّة هالكة تنقرض (والإنقراض مفروض فرض) ونُظُم مُدُنيّة عم تِستسلم (والإستسلام مرفوض رفض). كيف لمّا نحط/أو يصير بالمدينة وضواحيها نُظُم قرويّة تستقر وتتأقلم دون إندماج وتعايش وتكامل‼، وتصبح المدن وضواحيها مجتمعات متعدّدة منفصلة (بعيدة وهي قريبة بالمساحة) ما خصها بالتنوّع والعيش الواحد. نعم تشبه القرى المستقرّة والمتأقلمة، قُرى متعدّدة كل قرية بلون (قريبة بالمساحة ولكن بعيدة عن جارتها) ما خصها بالتنوّع والعيش الواحد.
النُظُم الإيكولوجيّة جنّة، والجنّة اللّي ما فيها ناس ما بتنداس، إصلاحها هوّي مكافحة خسارة التنوّع الإجتماعي الإنساني + مكافحة خسارة الغطاء النباتي والتنوّع الحيواني والحشراتي الخ. قرّرنا نبلّش عالموضة بالهجرة المُناخيّة، ورح تبقى موضة بحال تعاطينا معها "سبب"، ورح تصير تِحفة إذا تعاطينا معها "نتيجة" لقرار عدم اللجوء وتبنّي لسياسات الإندماج والتكامل، ساعتها خدي على إستقرار وتأقلم وعيش واحد كريم من دون حدود، لا فيه شغب ولا إنقسامات إجتماعيّة ولا فيه عيش ذليل. الطاولة بلّش تحضيرها على الطريقة الحنكليسيّة والدعوة للدعم وللمشاركة عامّة.
وكتب تاريخ المنشور: Muharram 10، 1445 هِجري، الموافق لـ 28 تموز/يوليو 2023.
وختم بجملته المعتادة... Rethink & Recover.
