بهدوء... مهْلَكم يا سادة... أنتم بدأْتم المعركة مع العرب ودول الخليج والحِلف الغربي... وأنتم تقولون أنَّه شرفٌ لكم هذا النزاع وهذا الخصام، كونه يتعلَّق بصدِّ المشروع الأميركي_الإسرائيلي والخليجي العربي المطبِّع.. فعلامَ تندهشون وتتباكون ...؟
قضية الوزير جورج قرداحي ليست بسيطة وليست معقَّدة بنفس الوقت أيضاً، فهو يتبع مشروعاً سياسياً وضمن خلطة تحالفية في لبنان والمنطقة، وكل كلمة تُحْسَب أو ستحسب عليه بتفصيلاتها وعليه دفع الثمن...وهذا ما جرى..
حزب الله وحلفاؤه في لبنان والمنطقة لهمُ نهجهم الحاكم، الذي بدأ يتفكَّك، ورغم ذلك هم يكابرون ويتعالون حيث أصابتهم العنجهية في مقتل...
فدعونا من المحاور الإقليمية ولنبقَ فقط في لبنان..
من المسؤول عن السياسات الداخلية والخارجية وبناء التحالفات وتوزيع الشهادات الوطنية في السنوات الأخيرة من عمر الحكم في لبنان..؟ أي منذ إنتخابات 2018 الى اليوم..؟
من الذي ضرب إنتفاضة بل ثورة الشعب الفقير المعدَم، والذي سُلِبت أمواله وتمَّ تجويعه ورمْيه على الطريق.. "خوفاً كما يسمُّونه على بيئة المقاومة"؟ من الذي منَعَ أية عملية تغيير ديمقراطية بإنتخابات نيابية مبكرة، لتجنيب لبنان واللُّبنانيين هذا الجوع والفقر والإنهيار "خوفاً على البيئة الحاضنة كما يقولون"...؟
من الذي غير المحقِّق فادي صوان في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وإستبدله بالقاضي طارق البيطار، ثم عاد واعترض على البيطار وأراد قبْعه ودخل في نزاع وتوتر دائم مع الأفاعي الطائفية والمذهبية "خوفاً من إستهداف البيئة المقاومة"..؟
من الذي أراد أن يساوم بين جريمة وتحقيق المرفأ وجريمة الطيونة، وأراد أن يُضيِّع على الناس الحقيقة في مقتل أبنائهم وتهجيرهم من بيوتهم التي دُمِّرت خوفاً من إستهداف البيئة الحاضنة كما يدعي هؤلاء..؟
من الذي حمَى المشبوهين أو المشتبه بهم في تحقيقات القاضي بيطار من الوزراء أو النواب المتورِّطين ومن ضمنهم حسَّان دياب..؟
وأخيراً من الذي عطَّل الحكومة من بوابة الميثاقية وجمَّد عَمَلها إعتراضاً على القاضي البيطار، بغية قبْعه من منصِبه، في الوقت الذي يئِنُّ 90 بالمئة من الشعب اللبناني تحت الفقر والجوع والعَوَز كرمى لوزير أو نائب متَّهم، وسيُساق الى التحقيق بعد حين..؟
تتحدثُّون عن ضرورة تعزيز السيادة وبأنَّكم لا تنصاعون للخارج بما يمليه عليكم..فلماذا إذن تعطِّلون عمل مجلس الوزراء ؟ وما الفرق بين أن تستقيل الحكومة الحالية أو إبقاء أعضائها دون إجتماعات لمعالجة قضايا الناس..؟
إذن بالأساس هي معركة أنتم أردتموها مفتوحة مع الخارج، كل الخارج العربي والغربي، وحتماً ستخسرونها:
أولاً: لأنَّ مشاريعكم ليست لبنانية صرفة من خلال التجارب والأداء والإنكشاف السريع لحواملكم وبواطنكم الطائفية والمذهبية...
ثانياً: مشروعكم صار يتعلَّق بمجاميع من الصيصان الإعلامية التي ترمِي الكلام والإتهامات من كلِّ حدب وصوب، في هجوم إستعلائي، بسبب ومن دون سبب، على العرب والخليج والغرب..
ثالثا:ً خسرتم الشعب اللُّبناني بسبب سياساتكم الفوقية الفارغة، فلا في الجوِّ المسيحي وفضائه العام تملكون فيه النصير أو الظهير السياسي والحليف، ولا في الفضاء الإسلامي وتوابعه الطوائفية سيكون لكم نصير، وكل حكومة لكم حتى لو إبتعدتم عنها أو مسكتم خيطانها من بعيد كما حكومة حسان دياب أو حكومة الميقاتي اليوم ستسقط وتُعطَّل مفاعيلها، فإبحثوا عن الأسباب وليس عن النتائج..
هذا طبعاً بعد أن خسرتم ثورة الشعب الحر في إنتفاضته على هذا النظام المتعفِّن الذي حَمَيتموه بأشفار عيونكم..
فالعقوبات الأميركية التي صدَّرتها إدارة واشنطن مؤخراً، تدلُّ بشكل جازم أنَّ داني خوري هو واجهة لأعمال جبران باسيل، وهو الفاسد الأكبر لبنانياً ومسيحياً في نهْب المال العام وأنتم حلفاء باسيل..
والمتعهِّد جهاد العرب أو متعهِّد الجمهورية، هو حليف المستقبل وتياره ونهاد المشنوق، الذي حميتموه ومنَعتم ولا زلتم وصوله الى التحقيق لدى القاضي بيطار..
والنائب جميل السيد هو "إيسانس" أو عصارة هذا النظام المسخ بعناوينه المقاومة، وهو الذي نيَّلْتُموه 33 ألف صوت تفضيلي في بعلبك الهرمل، ويريد أن يعطي 60 مليون دولار من أمواله المهرَّبة الى أهلها (عا أساس طول عمرهن شحادين)... وجعلتموه نائباً عن الأمة محاضراً بالعفَّة والطَّهارة.. فمشروع نوري المالكي لن تقدروا على تكراره في لبنان وكفى دجلاً..
فقد إنتهى زمنكم وإنتفت الحاجة إليكم في لبنان والإقليم، ولا عَجَب ما رأيناه وما سنراه في توتُّركم وإنهياراتكم المتتالية وتهديد الناس على شاشات التلفزة عند ظهور كلِّ فاسد أو مختلس أو لص، حيث ترتعد الأرض وتتزلزل وتُنبِىء بالهزيمة النكراء لمشاريعكم التدميرية التي هجَّرت اللُّبنانيين بعد أنْ قتلتهم وجوَّعتهم...
والى اللقاء في حلف جديد على أبواب القدس والتحرير...
ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يمثل بالضرورة مواقف وآراء "زوايا ميديا"