رأي

فــي الانتظـــار!


يقفُ عندَ زاويةِ الطّريق...


يراقبُ المارّة، يبتسمُ أحياناً، ويعبسُ أخرى...


ينظرُ السّماء، يتنهّد، يغيبُ نظرُه في المجهول، في اللاشيء...


تترقرقُ دمعةٌ في مقلتيه لكنّها تجفّ بسرعة... يجب أن تجفّ...


تقسو تعابيرُ وجهِه، ثمّ ترقُّ حين يلمح طيراً يعبر الأجواءَ، ثمّ يعود فيغيب في أفكاره.


وفجأةً توقظُه طقطقةُ أقدامٍ تعبرُ الشّارع مسرعةً... أحدُهم يهرول، الآخر يجدّ الخطى. لماذا يسرعون، لا شيءَ يستحقُّ السّرعة... كلّنا سنصلُ في الوقت المحدّد لنا، أسرعنا أم أبطأنا.


ينظرُ الى الأقدامِ المتراكضةِ ويحوّلُ نظرَه الى عكّازيه يطآن الأرضَ ولا يشعران بشيء... لا يُسرعان ولا يتعبان...


يضربُ بهما الإسفلتَ بقوّة، يُحدِثُ ضجّة. يحيّيه من يمرّ به، يردّ التّحيّةَ ويبتسم.


وحده من بين هؤلاء يعرف نعمةَ امتلاك قدمين.


وقد... قد يكون متفائلاً أكثر منهم...


لا يجزع أبداً، فربما، يوماً ما يكون "خيـر الجزاء على قدر البلاء".


نازك الحلبي يحيى

كاتبة لبنانية مقيمة في أميركا