كم هي خائفة هذه السلطة، كم هي محكومة بالقلق، مرتعبة، مرتعدة، تهلع من كلمة، من جملة، من عبارة، من صدر بيت شعر في قصيدة ومن رنة قافية، من لحن أغنية، من ترنيمة صلاة وهتاف جائع، والخوف يؤكد على فساد وتسلط، وما أكثر الفاسدين والمتسلطين بين ظهرانيها، ما أكثرهم فيها ومعها، ما أوقحها سلطة راقدة على دماء الناس، تصادر حقهم بالهواء، بالحياة وبالكرامة أيضا، فأي صنم هي؟

مع هذه السلطة، تولد الثورة من "رحم البحبوحة والفرح والحبور والطمأنينة"، وهي تجدِّف حين تمعن في غيِّها، تتقصد الرقابة في زمن العالم المفتوح، أو زمن العولمة، الذي غالبا ما يستحضر غباء سلطات القمع والجور، فحذف عبارة "إن الثورة تولد من رحم الأحزان" من أغنية أشعل مواقع التواصل، ووصلت الرسالة بأبلغ ما كانت تتوقع هي نفسها، أي سلطة التحاصص وذبح اللبنانيين من المصرف إلى المصرف من المطمر إلى المطمر ومن الفساد إلى الفساد.

الثورة ولدت واشتد عودها، وهي فعل إيمان لا يحجبه المارقون، ولدت من رحم أحزاننا وستهدم قصور شيدت فوق عظام اللبنانيين وجماجمهم!