رأي

وئام وهاب... وجمهورية السحسوح!


صادمة المقابلة مع الوزير السابق وئام وهاب عبر فضائية LBCI، ليس لأنها تضمنت مفردات غريبة عن قاموسنا السياسي فحسب، وهذا أمر اعتدنا عليه مع رئيس حزب التوحيد العربي، بدءا من "المحكمة الدولية وصرمايتي سوا" وما تبعها لاحقا من توصيفات، منها "اللي طلع الحمار عالميدنة ينزلو"، بمعنى أن الأمر الصادم لا يتعلق بأن المقابلة تختصر واقعنا السياسي المأزوم، وإنما بكونها تمثل بداية انهيار النظم القِيمية بأكثر مما كنا عليه قبل نحو ثلاثين سنة ونيف.


لست من هواة متابعة برامج "التوك شو" لا الصباحية ولا المسائية، لكن أحد الأصدقاء مرر لي جزءا مقتطعا من المقابلة عبر "فيسبوك"، خاطب فيه وهاب وزير الداخلية العميد محمد فهمي عبر الهواء بـ "ولاه"، وصولا إلى أن رستم غزالي كان "يسحسلو"، كاشفا عن تدخل الوزير فهمي لدى الحاج وفيق صفا كي يزيل وهاب تغريدات عن "تويتر"، وبنبرة عصبية تضمنت تهديدا بكشف المزيد.


يصح في واقعنا السياسي اللبناني اليوم أن نصف لبنان بـ "العصفورية" أو بـ "جمهورية السحسوح"، ولا نلوم وهاب ولا نتضامن مع فهمي، فهذا أمر لا شأن لنا به، لكننا معنيون بدلالاته، فلبنان يسير القهقرى نحو انهيار أشد خطرا من الانهيار المالي والاقتصادي، انهيار الثقافة والفكر والقيم والمناقب، وهذه وحدها تبني وطنا، ودونها لا أمل يرتجى بقيامة لبنان من جديد!


 


أنور عقل ضو

رئيس التحرير