أعزائي السياسيين الكرام في لبنان،
أتمنى أن تجدكم هذه الرسالة وسط رحلاتكم الفخمة وأعيادكم الفخمة، فأنا أعلم كم كنتم تعملون بجد وبلا كلل لحل المشاكل التي لا تعد ولا تحصى، والتي ابتليت بها بلادنا الحبيبة. إنه لأمر رائع حقًا كيف أن التزامكم بالمصلحة الذاتية والمشاحنات الصغيرة لا يعرف حدودًا!
بعد مرور عام على الانتخابات النيابية، كان واجبا علي أن أعبر عن إعجابي الشديد بموهبتكم الاستثنائية في الوعود خلال الحملات الانتخابية، فقط لإضفاء المزيد من الإحباط وخيبة الأمل وتحطيم الأحلام للمجتمع، إن قدرتكم على تقديم وعود فارغة وبدون أن تردد، هي حقًا شكل من أشكال الفن. لا يمكنني إلا أن أتخيل عدد الليالي التي لا تنامون من أجل خلق الأعذار الإبداعية لإخفاقاتكم.
برافو... على قدرتكم البارعة على عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، إنه لأمر مدهش حقًا أن تشهد خفة الحركة التي تتنقلون بها في المياه الغادرة للتحالفات السياسية، فقط لترك الناس يغرقون في بحر شاسع من اليأس المدقع!
دعونا لا ننسى موهبتكم الرائعة في تقسيم البلد على أسس طائفية. إن الطريقة التي تستغلون بها الاختلافات الدينية لتحقيق مكاسب شخصية رائعة حقًا. إن التزامكم بإدامة نظام يزدهر على الانقسام والتمييز هو حقًا مصدر إلهام لنا جميعًا!
ويجب أن أشيد بقدرتكم المتميزة على الحفاظ على مستوى رائع من عدم الكفاءة والفساد على مر السنين. إن سعيكم الدؤوب لتحقيق مكاسبكم الشخصية وتجاهل كامل لرفاهية المواطنين أمر مثير للإعجاب حقًا. إن جهودكم الجماعية لتحويل لبنان إلى سيرك سياسي تستحق الترحيب الحار.
ولا يجب أن أنسى مهاراتكم في سوء الإدارة المالية والتدمير الاقتصادي التي لا مثيل لها. من كان بإمكانه دفع البلاد بمفرده إلى هاوية الديون المتراكمة والتضخم المتصاعد؟
في الختام، أيها السياسيون اللبنانيون الأعزاء، أود أن أعبر عن أعمق امتناني لتفانيكم الذي لا يتزعزع لجعل حياتنا جحيماً على قيد الحياة، إن قدرتكم الاستثنائية على تدمير أمة كانت مزدهرة ليس لها مثيل حقًا. أنتظر بفارغ الصبر خطواتكم التالية، لأنني متأكدة من أنها ستجلب المزيد من الفوضى واليأس إلى حياتنا.
لكم بسخرية،
ندى غريّب زعرور
ملاحظة: فقرة رأي، تعبر عن آراء وأفكار ومواقف كتابها، وليس بالضرورة أن تعبر عن آراء وأفكار ومواقف موقع "زوايا ميديا".