-أولاً: أتْحفنا النائب محمد رعد منذ فترة بتصريح حول الحكم التوافقي في لبنان، من أنه لا يمكن المسُّ به (مستشعراً سلفاً أنه سيخسر الكثير من الحلفاء الإنبطاحيين على طول البلاد وعرضها)،وبالتالي حتى لو خسروا الأكثرية فما يحكم هو التوافق (أي قوى الطوائف والمذاهب التي كرَّسوها في أدبيات اللُّبنانيين لعقود)... ونحن نقول إنطلاقاً من المبدأ ذاته وليس إيماناً بهذا النِّظام المِسْخ والمشوَّه:
لماذا تعطِّلون جلسات مجلس الوزراء حتى لا يدير أزمة يترنَّح الشعب اللُّبناني ويموت جوعاً تسبَّبتم أنتم وحلفاؤكم وزعامات الطوائف بها..؟لماذا الحرص الذي كرَّستموه مقدَّساً على مقام رئيس الجمهورية وهيئة القصر والدواوين الإدارية بعدم تغييبه رغم الغياب الدائم، مثلما كرَّستم قدسية مقام مجلس النواب وعدم المسِّ به لا بإنتخابات مبكرة ولا غيرها.. بينما تضربون أو تتعمَّدون ضرب مكانة مجلس الوزراء بعدم إنعقاده إذا غاب مكوِّن طائفي..؟؟لا تعليق إلاَّ أنَّها عنصرية وعنجهية فاقعة قد فقد صاحبها المبادرة والشرعية السياسية...
-ثانياً: يتحفنا وليد جنبلاط بأدبيات الدولة والحرص عليها وتفعيلها والمحاسبة بوجه حزب الله وميليشياته.. فيما هو قام مؤخراً بتهريب 500 مليون دولار فريش الى الخارج بالتواطؤ مع نبيه بري بري وحاكم مصرف لبنان الذي يشلِّح اللبنانيين ما تبقَّى معهم من أموال..؟
-ثالثاً: لا زال الأميركي يتواطأ مع أمراء الحرب والقوى الطائفية والمذهبية الحاكمة بأمر الواقع، لتأمين مشروع إسرائيل بالمرسوم 6433 الذي قبض عليه رئيس الجمهورية ويريد المساومة به من أجل رئاسة جبران باسيل وفك العقوبات عليه... فيما الشعب اللُّبناني يموت بلا مأوى ولا كهرباء ولا أموال لدفع فواتيرها ويعطل خط الأمداد المصري للغاز الى لبنان عبر سوريا، وكذلك الخط الأردني بمنع السماح وإعطاء الإستثناء من عقوبات قيصر ليحصد مكاسب سياسية جديدة مع أمراء الحرب واللُّصوص الحاكمين في لبنان...
-رابعاً: أما الأفخم في الأداء فهو "حَرَد" رئيس الجمهورية ميشال عون وفريق العهد "القوي" (جبران باسيل)، وزعله من ممارسات حزب الله بتعطيل عمل الحكومة ومنع إنعقادها حيث تعطَّلت أمور الناس ومعالجة مشاكلها فيما العهد العوني قام:
أ: بتعطيل التوقيع على مرسوم المساعدات الإجتماعية للموظفين والمعدمين بحجَّة المراسيم الجوالة وكأن البلد ليس في حالة طوارىء أمنية مميتة وقاتلة(فهو يريد أن تخرج المبادرة من العهد الباسيلي أو أقله مع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية ليطرحها كرشوة إنتخابية من بيت مال المسلمين)..
يريد(أي التيار العوني)عقد جلسات مجلس الوزارء بعد أن فعَّل نجيب ميقاتي عمل الوزراء إفرادياً من دون إجتماع فصار ساكن بعبدا ومعهم جمعية المستشارين بدون وظيفة أو عمل أو حيْل... من هنا جاء الإعتراض العوني بوجه حزب الله لأنه كرْبَج المشاركة العونية في العمل الحكومي وتوقيع المراسيم والإضطلاع على الإتفاقيات الدولية ومنها مع صندوق النقد...
ختاماً:
هي وحوش طائفية ومذهبية تقتتل بين بعضها البعض أمام الناس وعلى شاشات التلفزة، وتتناتش الحصص من تحت الطاولة، وتقوم بتهريب الأموال المسروق بحرفية الى الخارج وعلى مرْأى ومسمع الخارج الغربي الأأميركي والأوروبي..
فالأميركي يستطيع أن يوقف ويُعطِّل أي عملية تحويل لألف ليرة عبر العالم، ويمنع ويعطل إمداد الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا فيما الناس تئِنُّ جوعا وعوَزاً، لكنه لا يقدر على كشف المرتكبين الذي حوَّلوا الأموال وهرَّبوها الى الخارج ووضعوها في مصارفهم..
إنها مأساة الشعب اللُّبناني في سلطة طائفية ومذهبية متسلِّطة على مقدَّرات البلد وأموال الدولة والشعب، متزاوجة مع مصالح الخارج الرأسمالي الإستعماري، وتريد إستجداء الشرعية من هذا الخارج:شرعية إعادة الأموال ومنع وضع اليد عليها من قبل القضاء والدولة، وشرعية إعادة إنتاج حكمهم عبر نسلهم السياسي المتعفِّن...
وكل إرتكاب فعله حاكم مصرف لبنان بحق الشعب اللبناني وأمواله هو بأمر وإرادة زعامات الطوائف والمذاهب وأمراء الحرب وهم بالمناسبة 6 :
الحريري-بري ونصرالله- جعجع-
-جنبلاط -فرنجية
- عون- باسيل والعهد القوي...
فهؤلاء إرتكبو بحق شعب لبنان ما لم يرتكبه عتاة الصهاينة عبر تاريخهم الممسوخ والمشوه في منطقتنا...
ملاحظة: الأفكار الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تمثّل بالضرورة أفكار وتوجه موقع "زوايا ميديا".