رأي

لبنان على كف جبران باسيل!


لم يشهد لبنان في تاريخه القديم والحديث "شخصية" سياسية كرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، النموذج السلبي في كل شيء، وهو دون منازع "دون كيشوت" السياسة اللبنانية، يصارع طواحين الهواء وخلفه أكثر من "سانشو" واحد، أوليس باسيل رئيسا لأكبر تكتل نيابي في لبنان؟ وبالتالي من يتبعونه هم "سانشوهات" يصدقون مقولاته كما "سانشو" رفيق "دون كيشوت" في رواية ثرفانتس، آمن به، و"قاتل" معه لاستعادة "مجد الفروسية" حتى منازلة طواحين الهواء!


جبران باسيل، تجسيد حقيقي لهلوسات سياسية لا منبع لها، تصورات ضحلة تطاول كل شيء، مجد مزعوم وفراغ مقيم، أنانية شوهاء لا نظير لها في العالم، براغماتية مريضة، وبارانويا "داشرة" في وادي الجنون، حتى صار عبئا على الحلفاء قبل الخصوم، ولد يحكم بلد، ولا من يزجر، لا باسيل، ولا نواب كتلته: "بلا لعب يا ولاد"!


جبران باسيل نحر أحلام كل اللبنانيين، وحده، وطغى على منظومة الفساد مجتمعة بتهور وتعالٍ ورؤى قاتلة، نحر العهد، الحكومات، المؤسسات، وقادته أوهامه إلى المهالك، فَجَـرَّ لبنان إلى عصور ما قبل الحداثة، غرائز تتناحر، ووحدة تجزأت إلى ما دون الإنتماءات الملتبسة، طائفيا، مذهبيا وغرائزيا، حتى صرنا أدنى شعوب العالم، غير المتحضر طبعا!


أن يصل باسيل إلى موقع المسؤولية، فذلك يعني أن ثمة خللا في بنية نظام طائفي وفر السبل لتفتح أزهار الشر، فكانت الفوضى وكان الإنهيار.


بـزّ باسيل كافة القوى الطائفية في لبنان بتعصب متفلت من رقابة ذاتية، لنتذكر أن لبنان الطائفي شهد نهضة وتطورا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مع قادة سياسيين من قماشة نادرة، تمكنوا من ترسيخ عقد اجتماعي – طائفي، دون الإضرار بلبنان ومصالحه.


مع باسيل، صار لبنان يبابا، والآتي أسوأ، فلبنان على كف جبران مآله الخراب، وليطف الله بلبنان واللبنانيين!


 

أنور عقل ضو

رئيس التحرير