ثمة أكثر من سبب ودافع وراء اغتيال المناضل والباحث لقمان سليم، وعندما نقف مليا عند محطات في مسيرة الشهيد، لا نستغرب أن تطاله يد الغدر، وأن تنحر أحلامه زمرة حاقدة لما تزال في ظلمة وظلام، وأيا كان القاتل والمنفذ، فمن قتل لقمان سليم عدو الحياة!
نشر *المركز الدولي للعدالة الانتقالية نبذة عن لقمان سليم، لعلها تجيب عن كثير من أسئلة وتساؤلات:
ولد لقمان سليم في العام 1962 في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن ثم انتقل في العام 1982 إلى فرنسا حيث استقرَّ ودرس الفلسفة في جامعة السوربون. عاد لقمان إلى بيروت في العام 1988 حيث أسس دار الجديد التي تهتم بنشر الأدب العربي والأبحاث الفكرية.
في العام 2001، أسس لقمان شركة "أمم للإنتاج" فأنتجت عددا من الأفلام الوثائقية الرائدة التي حازت جوائز عدة مثل فيلم "المجزرة" (وعنوانه الأصلي بالألمانية Massaker) الذي يستعرض دوافع ستة من الجناة المسؤولين عن مجازر صبرا وشاتيلا التي ارتكبت في لبنان في العام 1982... ونال هذا الفيلم، الذي شاركَ لقمان في إخراجه، جائزة فيبرسكي في المهرجان الدولي للأفلام في برلين في العام 2005. ومن الأفلام الأخرى التي حازت جوائز وشارك لقمان في إخراجها هو فيلم "تدمر" الذي أنتج في العام 2016 ويدور حول اثني وعشرين رجلا يروي، كل منهم، قصة تعذيبه ونجاته من واحد من أكثر السجون السورية رعبا.
وعلى مدى حوالي عقدين من الزمن، كرس لقمان نفسه للحفاظ على ذاكرة الحرب اللبنانية ولنشر الوعي في شأن أهمية معالجة آثار الحرب. في العام 2004 شارك لقمان في تأسيس منظمة أمم للتوثيق والأبحاث التي تهدف إلى محاولة الحفاظ على ذاكرة الحرب الجماعية من خلال وضع أرشيف في متناول العامة من الناس، يتضمن موادَّ اجتماعية وسياسية متعلقة بالحرب. هذا وتنظم أمم نشاطات ثقافية، وعروض أفلام، ومعارض صور ونقاشات عامة عن موضوع الذاكرة والنزاعات الأهلية.
وخلال دورة العام 2005 من الانتخابات النيابية اللبنانية، أطلق لقمان مشروع "هيا بنا" وهي مبادرة تشجع اللبنانيين على الانخراط في العملية السياسية وعلى مقاومة ثقافة الخوف والتعصب. وينفذ مشروع "هيا بنا" الآن مشاريع المناصرة الشعبية على الصعيد الوطني وبخاصة في المجتمعات الشيعية"....
*المركز الدولي للعدالة الانتقالية