رأي

إلى بعض المراجع الروحية... لا قداسة لأي موقع!


ما قيمة خوف السنة على موقع الرئاسة الثالثة والشيعة على الرئاسة الثانية والمسيحيين على موقع الرئاسة فيما لبنان اليوم يواجه تحدياً وجوديا؟


هذه المواقع الثلاثة ليست منزّهة عن الخطأ، ولا من توالوا عليها من أصحاب الفضائل والمكرمات، وكل إنسان خطّاء، وساعة ينجح أحدهم نصفق له، وإن أخطأ فمحاسبته واجب، أيا كان موقعه، فلا قداسة لأي موقع، وفي مـا نشهد اليوم من تعثر على مستوى تشكيل الحكومة مرده إلى سلطة طوائفية لا تزال تمعن في إفقار اللبنانيين.


لو أن النوايا صافية، ولو أن منظومة السلطة غير متورطة بالفساد، وغير محكومة بالمحاصصة لكانت تشكلت الحكومة في أربع وعشرين ساعة، ولكانت بدأت قبل شهرين بإقرار الإصلاحات، أما ساعة يتنطّح هذا المرجع الروحي أو ذاك دفاعا عن المواقع، فأي إصلاح يرتجى؟


لم يعد خافيا على أي لبناني أن المنظومة السياسية غارقة في مستنقع مصالحها، باستثناء بعض القيادات الروحية التي تبيح لنفسها وضع خطوط حمراء، ومن يحمي فاسد هو بالضرورة فاسد.


ما يدعو للتأسف بداهةً، أن لبنان المحكوم بالإعدام على يد سياسييه، لا يزال خاضعاً لإملاءات "روحية"، تطيل عمر الأزمات وتبقي البلد في مهب الكوارث!