info@zawayamedia.com
رأي

لا تصدقوا زيف إدعاءاتهم... فقد باعوا ثروات لبنان!

بهدوء...فالكلُّ يعلم الدور التخريبي الذي مارسته السلطة الحاكمة في لبنان في أدائها وإفتعالاتها الشنيعة بحقِّ الشعب اللبناني، والجرائم المنظَّمة التي إرتكبتها كل طائفة على حِدَة بحق أبناء هذا الوطن، سواء عن طريق القتل والتصفية الجسدية أو عن طريق التفقير والتجويع ومن ثم الترحيل والتهجير، ليتبقَّى حِفْنة من سماسرة المال والسرقات الذين يقومون بدور الحريص على موقع الطائفة والمذهب والزعيم، على إعتبار أنَّ زواله سيؤدي حتماً الى زوالهم ومحاكماتهم وتحطيم الإله الذي خُلق ونُدر فقط لتحرير الأرض والمقدسات دون سواه..وإليكم التفاصيل:


نبدأ من العراق الحبيب الذي إنسدَّت وتنْسَدُّ فيه كلُّ حلول التسويات بعد هزيمة محور إيران فيها،ورغم فشل الطُّعون الإنتخابية، فهُم لا يريدون الإعتراف بالهزيمة وتشكيل حكومة وإنتخاب رئيس، رغم كلِّ المبادرات والصِيَغ التي طُرِحَت كمخرج لأيِّ حل،وهذا يعود بطبيعته الى ولاءات لقوى وميليشيات مذهبية تدين للخارج مذهبياً ببقائها ووجودها، ولا تريد أن يبقى العراق إلاَّ رهينةً لمشروعها الإقليمي وأداةً للمقايضات مع واشنطن والغرب في المِلفات النووية والأذرع الإقليمية الذي تعثَّر اليوم وسْط تجويع الشعب وموته البطيء...ناهيك عن الدعم الكامل لإرتكابات نوري المالكي وهو الفاسد الأكبر الذي سرق خزينة العراق وحوَّلها الى خزائن واشنطن، والذي يعتبره محور المقاومة اليوم هو أحد أدوات مواجهة المشروع الإستعماري الأميركي والصهيوني والذي لا يمكن التخلِّي عنه الى أبَدِ الآبدين...حالة إنفصام كاملة مُشْبَعة بالحَقْن المذهبي وبالتنفيع الرَّيعي والإستزلام، وفقط يريدون أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية والأمنية من قبل طهران مع الأمريكي، وأرضاً مستباحة للقصف والإغتيالات والتدمير الممنهج وخرقاً للسيادة الوطنية...فتقاسموا الدور بقصف إسرائيلي يومي محكم للأراضي السورية، وبإعتداءات وقصف وتدمير إيراني لمواقع ومشآت عراقية، وفي كلا الحالين إنتهاكات لسيادة الدولة... 


لن أتحدث عن سوريا فهي بلد قد إنتهى بالأصل وللأسف.. لكن في لبنان،الجار والشقيق والعُمْق الإستراتيجي كما تقول أدبيات المقاومجية،ع َمِلَت السلطة كاملة على إبقاء الإصطفافات والإستقطابات الطائفية والمذهبية ودوام الإنقسام العامودي بين أبناء الشعب الواحد ليَسْهُل حكمهم، وهذه طريقة الصهاينة في تفتيت وتجزيء الدول والشعوب، وحتى مشروع التقاسم والتحاصص المذهبي في لبنان والذي تبنَّتْه كل القوى السياسية بما فيها حزب الله وحلفائه المقاومين، لم يخدم إلاَّ المشروع الإسرائيلي في منْع أو الولوج لأيِّ حل داخلي أو تنموي سواء في قطاع الكهرباء أو الدواء أو الغذاء أو أيِّ مشروع تنموي...فكيف تريدون منَّا الإقتناع بأنكم قادة تحريريون لفلسطين وللشَّعب العربي ضدَّ قوى الإمبريالية والصهيونية..؟ إنه إنفصام لم نجد منه في كلِّ الأدبيات السياسية بعد..


هناك إتفاق دولي روسي أميركي أوروبي مع إيران حول قدوم باخرة التنقيب الإسرائيلية الى حقل كاريش المتنازع عليه، ولولا هذا الضوء الأخضر الدولي لما تجرَّأ الصهاينة على المغامرة بسفينة التنقيب التي تُكلِّف مئات الملايين من الدولارات وتعريضها للخطر...فهناك ضمانات قد أُخِذَت سلفاً قبيل موعد الإنتخابات النيابية من قبل السلطة الحاكمة في إعادة تركيب اللَّوحة البرلمانية التي إهتزَّت وتهشَّمت صورتها مع بعض التغيير الطفيف لنواب المجتمع المدني، لكن الحقيقة هي أنَّهم باعوا النفط والغاز، بعد أن جوَّعوا الشعب اللُّبناني وسرقوا مدَّخراته المالية ولم يتجرأوا على إستعادتها أو تفعيل قوانين المحاسبة، فكيف تريدون منا تصديقهم بأنهم سيحافظون على ثروات لبنان..؟ فهم صاغوا بل كرَّسوا فكرة الأمان المذهبي والطائفي والمحميات التي يلجأون إليها وقت الشدة عندما تعصف بهم رياح التغيير... لقد باعوا كل شيء ومَسَحُوا كلَّ شيء في لبنان،وأبقوا على مناصبهم وولاءاتهم المذهبية والطائفية من أجل حكم من تبقَّى من الشعب على أرض لبنان...فهذه هي خطورة المشروع الإيراني الإيديولوجي الديني والمذهبي على المنطقة وفي لبنان...شاء من شاء وأبى من أبى... فهو قدرنا وقدر المظلومين على هذه الأرض....


 

ملاحظة: الأفكار الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تمثّل بالضرورة أفكار وتوجه موقع "زوايا ميديا".


 



 


الدكتور رائد المصري

استاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية