بعد أن وصل الوضع البيئي في لبنان إلى درجة من التدهور، وإلى حدود غير مسبوقة، يعود الأمل بإنقاذ التنوع البيولوجي في لبنان، خصوصا عندما نتمكن من توثيق أحد الأنواع، ولا سيما النادر منها، ما يفرض علينا تبعات ومسؤوليات كبيرة لحمايتها، وإعلان المزيد من الغابات والمناطق النائية محميات طبيعية.

في هذا السياق، تمكن المصور والناشط البيئي الدكتور ميشال صوان من التقاط صور نادرة لذئب رمادي في منطقة شمال لبنان، لم يصرح صوان عن مكانها حفاظا على سلامة الذئب.

صوان

وقال صوان لـ "زوايا ميديا": "خلال متابعتي هواية التصوير وخصوصا الطيور، لفت نظري سرب من الحجل Partridge يطير، وعند متابعة السرب، تمكنت من توثيق حيوان ثعلب أحمر، ليتبع ذلك وخلال خمس دقائق مشاهدتي لهذا الذئب الرمادي".

ويؤكد صوان أن "هذه المشاهدة كانت بالصدفة"، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها ذئبا، وعلى الفور تواصل مع الباحث في مجال الثدييات، الأستاذ في الجامعة اللبنانية كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد، مرسلا له الصور، ليؤكد له أن هذه الصور لذئب رمادي.

عيد

ولتعذر تواصلنا مع أبي سعيد، تواصلنا مع الخبير في حفظ التنوع الحيوي وعلم الحيوان إيهاب عيد من الأردن الشقيق، وهو مؤلف القائمة الحمراء، مع الباحثين محمد أبو بكر وزهير عمرو.

وأشار عيد إلى أن "هذه الصور هي للذئب العربي Arabian wolf، وأن اسمه العلمي Canis lupus، وهو مصنف وفقا للإتحاد العالمي لصون الطبيعة IUCN بأنه مهدد بالإنقراض Endangered A2acd، وافراده في تناقص مستمر".

وتابع: "تعيش الذئاب في نصف الكرة الأرضية الشمالي في أوروبا وأميركا وآسيا وفي بلادنا العربية، وعلى الرغم من طبيعة معيشة الذئاب ضمن جماعات، إلا أن التأثيرات البشرية التي أدت إلى تناقص الفرائس واختفاء الكثير منها قد دفع الذئب العربي للتواجد بشكل منفرد في معظم الأوقات باستثناء مواسم التزاوج، كما وقد تتواجد مجموعات منه في المناطق الصحراوية في الأردن والجزيرة العربية ويتعرض هذا النوع للعديد من المهددات منها تدمير الإنسان للبيئة الطبيعية، والإمتداد الحضري والعمراني، ومع غياب القوانين الفعالة لحماية الحياة البرية في العديد من الدول العربية، ونقص التوعية البيئية فقد تناقصت اعداده بشكل كبير وهو حال الأفراد الموجودة في لبنان".

الذئاب تتجنب البشر

وأضاف عيد: "يعتبر الذئب من الحيوانات المفترسة ويتبوأ قمة السلسلة الغذائية في البرية مما يجعله من الأنواع المعرضة للمهددات".

وأكد أن "الذئاب تتجنب البشر وتعمد للحركة في ساعات الليل وقد يكون أكثر ما يعرض هذه الحيوانات للخطر هو اصطيادها للماشية وذلك بسبب اختفاء فرائسها الطبيعية مثل الغزلان وتناقص اعداد فرائس أخرى مثل الأرانب وكل ذلك بسبب سلوكيات البشر والصيد الجائر".

ونصح عيد بإجراء كافة تدابير الحماية للمحافظة على الذئاب والحيوانات البرية، بهدف منع اصطيادها والمحافظة على أعدادها، لما لها من دور في الحفاظ على التوازن البيئي وفقدان هذه الانواع سيحدث خللا بالتأكيد ستنعكس تاثيراته على المنظومة المجتمعية والاقتصادية للبشر كما وقد تتسبب بالعديد من الاوبئة مثل الجائحة التي نعاني منها حاليا.