ليس الهدف من الإضاءة على ما يحصل في البيئة اللبنانية فضح للمعتدين على التنوع البيولوجي، أو التشهير بسمعة البلاد والصيادين كما يروّج البعض، بل الهدف التوعية وإظهار هذه الجرائم كما هي، مجازر بدم بارد وبدون رحمة، وبضمير ميت، فلا توصيف مرادف آخر لها، فعلى الرغم من أن معظم الناشطين يعارضون فكرة الصيد والبعض منهم بالمطلق، إلا أن هناك حالات تستدعي صيد بعض الأنواع الغازية وضرورة التخلص منها بهدف حماية الكائنات المستوطنة، مثل طائر المينا الغازي والخنزير البري وغيره، ولكن لبشاعة ما يحصل في لبنان من تعديات، وخصوصا وأن بعض المؤثرين من الفنانين أو معنيين بالشأن العام، يقومون بارتكاب هذه المجازر، فكان لا بد من أن نحاول إيصالها وبكافة الطرق إلى أوسع شريحة، فهذه الجرائم هي نتائج جهل تام ليس بالقوانين فحسب، بل بالطبيعة ودورة الحياة واستدامتها، فضلا عن وسيلة للتباهي والتفاخر الأرعن بالإنجاز، وبأن ما يقومون به هو صيد ثمين، وحقيقة، فهذه الممارسات لا تمت للصيد بصلة، بل أن الصيادين الحقيقيين يكافحونها، ويحاولون وبشتى الطرق الحد منها، ويعتبرون من يرتكبها ليس صيادا بل "قواصا".
ويظهر في الصور الفنان مهند زعيتر، وهو مغني لبنان اشتهر في السنوات الأخيرة، وهو ممسك بطائر مصاب من الجوارح، نتيجة لما يوصف بـ "الصيد الجائر"، فضلا عن سيارة رباعية الدفع ويظهر في الصورة رقم السيارة، وهي أدلة دامغة يمكن تقديمها للمعنيين، لإجراء المقتضى القانوني، بعدة مخالفات لقانون الصيد، على سبيل المثال لا الحصر، صيد طائر جارح وليس من الطرائد، ومخالفة أن موسم الصيد لم يتم فتحه، فضلا عن التباهي بهذا الفعل.
وفي هذا المجال، فقد كتبت نحفاوي عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" في تغريدة: "الفنان اللبناني "العظيم"، الرقم الصعب المغنّي #مهند_زعيتر يغني فوق جريمة اسر طائر برّي جارح ممنوع اسره وصيده والمس بكرامته بموجب القانون 580. انا ما جبت شي من عندي، احداهن نشرت الصورة ع صفحتها عالفايسبوك وانا حبيت "اشهره" ع تويتر وبلّغ (قوى الأمن الداخلي) @LebISF ووزير البيئة الدكتور ناصر ياسين @nasseryassin ووزير الداخلية والبلديات @MawlawiBassam".
والطائر وفقا للمختصين في مجال الطيور هو من نوع long legged buzzard أي حوام أو صقر طويل الساق، كما واسمه العربي سقاوة، والعلمي Buteo rufinis، وهو طائر مستوطن في لبنان، أي يفرخ في بلادنا، كما وأن هناك البعض منه يهاجر عبر لبنان، ويتغذى على الطيور الصغيرة والزواحف والحشرات، وبذلك يساهم بالتوازن البيولوجي في موائله، ويتم صيده بطريقة مخالفة للقانون، كونه أولا من الجوارح وليس على لائحة طرائد الصيد، كما وأن موسم الصيد لم يتم افتتاحه من قبل وزارة البيئة.
