بات الوضع السياسي في لبنان أقرب إلى ما يكون إلى "المهزلة" معطوفا على خواء سياسي وانعدام الحد الأدنى من قيم وطنية وإنسانية وأخلاقية، والكل سواسية في هذا الفراغ والانحدار إلى هوة المصالح الخاصة، فيما الشعب يجوع ويُذل ولا من يسأل، ولا من يكثرث أيضا للإنهيارات المقبلة، فمنظومة الفساد متضامنة على مبدأ واحد، ألا وهو الحصول على أكبر قدر ممكن من كعكة المحاصصة الحكومية.
صار لبنان مسخرة العالم، أدنى من دولة، عصابات مقنعة تدير البلد، ومافيات تحت مسميات "أحزاب" و"تيارات" و"تنظيمات"، لا بل ثمة بهلوانيات صبيانية علقت لبنان على مشجب المصالح الإقليمية والدولية، ولكل زعيم عصابة ومافيا، فلا تغرنكم الشعارات الكبيرة، فما هي إلا لزوم عدة الشغل في مزرعة اسمها لبنان!