أكد مسؤول إسرائيلي فجر اليوم لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن إسرائيل نفذت هجوما بالصواريخ والمسيرات استهدف مواقع في أصفهان وتبريز، بـ "هدف إرسال رسالة بأن إسرائيل قادرة على ضرب الداخل الإيراني"، فيما قللت إيران من حجم الهجوم، في إشارة واضحة إلى عدم الرغبة في التصعيد، على قاعدة "واحدة بواحدة"، أي أن إيران ضربت وإسرائيل ردت، وانتهى الأمر!

ما يعزز فرضية الضربات المحسوبة، وعدم التصعيد، تأكد من خلال موقف الولايات المتحدة، حيث ذكرت الـ CNN نقلا عن مسؤول عسكري أميركي أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربة وتمنت على إسرائيل عدم تنفيذها، وهذا يعني عدم رغبة الولايات المتحدة في التصعيد وتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، ورسالة ضمنية إلى الجانب الإيراني بأن الأمور ستظل محكومة بسقوف تحول دون نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط.

لكن الرد الإسرائيلي اليوم، تزامن مع قصف مواقع للحشد الشعبي في العراق ولمواقع جيش النظام السوري بين درعا والسويداء، ما يظهر إصرار العدو الإسرائيلي على "تقليم أظفار" الأذرع العسكرية لإيران، في وقت يتحضر فيه الإسرائيلي لشن حرب واسعة على لبنان، أي أن الحرب القائمة اليوم في جنوب لبنان وقطاع غزة ستظل مفتوحة على سيناريوهات خطيرة.

إلى الآن، لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه التطورات الأخيرة، بانتظار أن تتبلور الصورة أكثر بعد الوقوف على حجم الخسائر التي تسبب بها الرد الإسرائيلي على إيران، بالرغم من أن مراقبين أشاروا إلى أن الرد الإسرائيلي يمكن احتواؤه إيرانيا، دون إسقاط مخاوف من أن تكون المنطقة تقترب أكثر فأكثر من مواجهة كبيرة بين إسرائيل وإيران، غير أن ذلك يبقى مرهونا بالتطورات ساعة بساعة، خصوصا وأن اللعب على حافة الهاوية دونه محاذير وأخطار.