info@zawayamedia.com
رأي

فوضى وتنازلات... ودجل التحرير!

لبنان الغارق في فوضى كاملة بعد إنتهاء ولاية رئيس العهد العوني وعاجز عن تشكيل حكومة، ولذلك لن تكون هناك مرجعية لبنانية قادرة على الحسم والتوقيع في اي إتفاق يتعلق بالترسيم أو إستخراج النفط والغاز .


وخلال الشهرين المقبلين سيدخل لبنان في فوضى دستورية وتوترات إجتماعية من خلال صياغة موازنة مسخ، او كيفما كان لإرضاء صندوق النقد الدولي، أي هي مرحلة تضييع الوقت في بلد كل طبقته السياسية غير شرعية، وإرتكاباتها تتزايد لحفظ مواقعها، وبدلاً عن ذلك ونتيجة لحاجة المجتمع الدولي والأوروبي للنفط والغاز، كان يجب تحصين مواقف لبنان التفاوضية في الترسيم البحري وفق الخط 29 والمرسوم 6433، فكان التنازل الأول والقاتل وفق مبدأ الواقعية السياسية، واليوم تضغط إسرائيل وتماطل وتراوغ رغم حاجتها لإستخراج الطاقة للحصول على مكاسب أكبر من بلد تسبب فيه سياسيوه بإنهيارات وإفلاسات سياسية ومالية وإقتصادية وأخلاقية.


ولذلك يهمل المجتمع الدولي ويماطل في طرح الحلول الملحة كعودة النازحين، أو إستكمال ملف الكهرباء عبر مصر والأردن، أو وقف التهريب عبر الحدود مع سوريا، والتي يتسبب حزب الله في إرتكاب خسائر هائلة من جيوب الفقراء، من هنا يبدو أن هذا المجتمع الدولي  يضغط اليوم  لفرض التسويات كلها على لبنان في آن واحد: منها تسوية الرئاسة وتسوية الترسيم وتقاسم الغاز، ومعهما تسوية الوضع المالي والاقتصادي، ولكن وفق أية شروط وبأي ثمن...؟ ذلك السؤال يجيب عنه محور المقاومة بقيادة حز/ب الله الآخذ للشعب اللُّبناني والنازحين السوريين رهينة سياسية ودينية لحرمانه من أبسط حقوقه في العيش أو المطالبة بالعيش الكريم وإجراء الإصلاحات اللازمة.


فهذا هو جوهر الخلاف والتباين مع هذه الأحزاب وزعاماتها وميليشياتها العسكرية المانعة لأي تغيير حقيقي، ولذا بات الجمهور اللُّبناني بكل تشعباته وميوله ونُخَبِه في المقلب الآخر من حياته السياسية يبحث عن مكان آمن، يُكمل فيه ما تبقَّى من أيامه بعيداً عن مهزلة التحرير المقدس وأكذوبته التي طالت.


*هذا المقال يعبر عن آراء كاتبه وليس بالضرورة عن آراء وسياسة موقع "زوايا ميديا"

الدكتور رائد المصري

استاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية