تمكنت السلطات المصرية من إنقاذ معصرة زيتون أثرية تعود للعصر الروماني قبل عملية بيعها بشكل غير شرعي، بعدما تم العثور عليها عبر الحفر خلسة في محافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، وقد أوقفت السلطات شقيقين بتهمة التنقيب عن الآثار، وصادرت الأدوات المستخدمة في التنقيب، وخلال مداهمة الموقع تم ضبط قطعة يشتبه في أثريتها هي معصرة زيتون من الحجر الرملي بطول 110×40 سم تقريبا، وبعرضها على مفتش آثار المنطقة، أفاد بأثريتها مؤكدا أنها ترجع للعصر الروماني.
وأفادت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" بتاريخ 4 أيلول (سبتمبر): " أكدت معلومات وتحريات قطاع الأمن العام بمشاركة الإدارة العامة للبحث الجنائى بقطاع شرطة السياحة والآثار قيام (شقيقين - مقيمان بدائرة مركز شرطة#الفشن ببنى سويف) بالحفر والتنقيب عن الآثار بمنزل أحدهما، عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديرية أمن بنى سويف أمكن ضبطهما والآدوات المستخدمة ، وتبين وجود حفرة بأبعاد ( 2م ×2 م وعمق 15م ،كما أمكن ضبط قطعة يُشتبه فـى أثريتها عبارة عن ( معصرة زيتون من الحجر الرملي بطول 1,10م ×40 سم تقريباً) ، وبمواجهتهما إعترفا بالحفر والتنقيب عن الآثار باستخدام الأدوات المضبوطة ، وحيازتهما للقطعة المضبوطة بقصد التربح، بعرض القطعة المضبوطة على مفتش أثار المنطقة أفاد بأثريتها وأنها ترجع للعصر الروماني"
ووفقا لما قاله الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف مكتبة الإسكندرية لـموقع "الشرق الأوسط": إن "وجود معاصر الزيتون في منطقة مصر الوسطى حيث محافظة بني سويف، كان أمراً شائعاً خلال العصور الإسلامية، واليونانية والرومانية، حيث كانت تنتشر زراعة الزيتون في منطقة بني سويف والواحات البحرية والفيوم (جنوب القاهرة)، مشيراً إلى أن زراعة الزيتون خلال العصور القديمة في مصر كان له دلالات دينية، ودنيوية".
ومن الجدير ذكره أنه على الرغم من إلقاء القبض على الكثير من عصابات تنقيب وتهريب الآثار في محافظات مصرية مختلفة بالآونة الأخيرة، فإن ذلك لم يردع المنقبين خلسة، ففي الأسبوع الماضي، ألقت أجهزة الأمن القبض على 9 مسجلين خطر من محافظتي سوهاج وأسيوط (صعيد مصر)، بعد مشاركتهم في عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، وضبطت معهم نحو 100 قطعة أثرية تعود للعصور الفرعونية والرومانية واليونانية.
كما أنه في شهر حزيران (يونيو) الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية القبض على برلماني مصري سابق، بتهمة التنقيب والاتجار في الآثار وبحوزته نحو 201 قطعة أثرية، حيث ضبطت أجهزة الأمن بحوزته نحو 201 قطعة أثرية متنوعة من أبرزها لوحان خشبيان لتابوت منقوش باللغة المصرية القديمة، و36 تمثالاً مختلف الأطوال من 6 سم إلى 13 سم، و4 تماثيل أوشابتي، وتمثال خشبي طوله 40 سم على الهيئة الأوزيرية، وتمثال أوشابتي من المرمر، و52 عملة مختلفة الأشكال من البرونز والنحاس، وتمثال حجري منقسم لجزأين، ورأس تمثال لمهرج، يرجح أنه يعود للعصر اليوناني، ومائدة قرابين حجرية.
وفي بداية عام 2019 اكتشفت بعثة أثرية مصرية جزءا من معصرة نبيذ ووحدات تخزين منتجاتها إضافة إلى سور كبير من الطوب اللبن ومبنى سكني متاخم للمعصرة وملحقاتها، في منطقة تل آثار "كوم تروجي" بمحافظة البحيرة (دلتا مصر) تعود للعصرين اليوناني والروماني.