الأشجار وهي الجزء الأكبر من الكتلة الحيوية للأرض، وواحدة من أكثر أشكال الحياة شيوعًا لجميع البشر وأحد المكونات الحيوية للتنوع البيولوجي، إذ أنها تشكل الموئل والموطن الأكثر تنوعا، لنصف النباتات والحيوانات المعروفة في العالم والتي تعتمد عليها للبقاء والمسكن والتغذيى، وتتواجد في معظم بقاع العالم، وتوفر محاصيل اقتصادية هامة للغاية، وليست أهميتها في هذه المجالات فحسب، بل توفر تخزينا للكربون في جذوعها وفي عملية التمثيل الضوئي، تمكن الكوكب من التخلص من انبعاثات الكربون بأنواعها، وعلى الرغم من وجود 60 ألف نوع وتكيفها على مدى ملايين السنين إلا أن التهديدات البشرية تهدد عدد كبير من أنواعها بالإنقراض، فالتقرير الأحدث يحذر من أن ثلث أنواع الأشجار يواجه خطر الإنقراض.
وعلى الرغم من أن الأشجار متشابهة إلى حد ما، ولكنها تشكل مجموعة متنوعة للغاية وتشكل الموائل الأكثر تنوعًا حيث يعتمد عليها في حياتها واستمراريتها عدد كبير من الأنواع الأخرى من نباتات نباتية ،الفطريات ، الطيور ، الثدييات ، اللافقاريات ، البرمائيات ، الزواحف ، إلخ... وحماية الأشجار والمحافظة عليها، يؤدي إلى تأثير هائل وفوائد جمة للبشر والحياة البرية على حد سواء.
وفي تقرير حديث State of the World’s Trees report صدر يوم الأربعاء الماضي الأول من أيلول (سبتمبر) 2021، أشارت منظمة حماية الحدائق النباتية Botanic Gardens Conservation International (BGCI) عن حالة أنواع الأشجار المختلفة حول العالم، وللأسف ومثل الكثير من الأخبار هذه الأيام، فهي قراءة قاتمة لواقع الحال وتقرير صادم.
فقد استنتجت مجموعة الحفظ ومقرها المملكة المتحدة أن 17500 نوع من الأشجار من أصل 58497 نوعا تواجه خطر الانقراض، هذا يمثل حوالي 30 بالمئة من أنواع أشجار الأرض التي تم درسها حتى الآن، وبالفعل، فهناك 440 نوعًا لا يوجد منها ما لا يتجاوز 50 شجرة في البرية، كما وانقرض حتى الآن 142 أو أكثر في موائلها الطبيعية.
وقال الأمين العام BGCI بول سميث في بيان: "هذا التقرير هو دعوة للجميع للاستيقاظ في جميع أنحاء العالم، بأن الأشجار بحاجة إلى المساعدة". وتابع: "كل أنواع الأشجار مهمة، ولملايين الأنواع الأخرى التي تعتمد عليها، وللناس في جميع أنحاء العالم، فللمرة الأولى ... يمكننا تحديد أنواع الأشجار التي تحتاج إلى مساعدتنا بدقة، حتى يتمكن صانعو السياسات وخبراء الحفظ من نشر الموارد والخبرات اللازمة لمنع الانقراضات المستقبلية".
تهدد أنواع الأشجار المختلفة عملية القطع الجائر، والآفات الغازية والأمراض، وإزالة الغابات وأنواع أخرى من فقدان الموائل، وإضافة إلى كل هذا يساهم تغير المناخ بالقضاء على المزيد منها، وعلى الرغم من وجود التنوع الأكبر للأشجار في الأماكن الأكثر حرارة، إلا أن هذا الأمر هو أكثر خطورة على تلك الأشجار. تتصدر أميركا الوسطى والجنوبية عدد أنواع الأشجار، تليها الأجزاء الاستوائية من جنوب شرق آسيا وأفريقيا، أما مدغشقر، فهي تضم 1842 نوعًا من الأشجار المهددة بالانقراض، بل هي الدولة الوحيدة التي بها أكثر الأشجار المهددة بالانقراض، تليها البرازيل وإندونيسيا ، بـ 1،788 و 1،306 من الأنواع المهددة على التوالي، أما المناطق الأكثر اعتدالًا في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا فيوجد فيها تنوع أقل للأشجار وعدد أقل من الأنواع المهددة بالانقراض.
يوصي التقرير باتخاذ إجراءات للحفاظ على الأشجار، بما في ذلك تشكيل تحالف عالمي جديد لتوسيع نطاق الحفاظ على الأشجار بشكل جذري، ونشر أفضل للبحوث حول الحفاظ على أنواع الأشجار، ومراقبة أفضل للأنواع المختلفة والتأكد من حفظ الأنواع المهددة في بنوك البذور، يحتاج الحفاظ على الأشجار أيضًا إلى مزيد من التمويل للأبحاث وجمع بيانات أفضل، وفقًا للتقرير.
وبحث التقرير أيضا بالنسب المئوية لمختلف العوامل التي تهدد أنواع الأشجار المختلفة، فزراعة المحاصيل تساهم بـ 29 بالمئة، وقطع الأشجار بنسبة 27 بالمئة، وتحويل الأراضي لزراعة الأعلاف بنسبة 14 بالمئة، والزحف العمراني والحرائق بنسب متساوية 13 بالمئة، والتعدين وتوليد الطاقة 9 بالمئة، بينما وجد الباحثون أن التغير المناخي يساهم بنسبة 4 بالمئة.
ووفقا للتقرير، يوجد في لبنان 67 نوعا من الأشجار، 4 بالمئة منها معرض للإنقراض، ويبلغ عددها 3 أنواع.
