صار تشكيل الحكومات في لبنان مهزلة ومدعاة للسخرية والتندر، ففيما الناس يصرخون من جوع ومرض، لا يزال "هبيشة السلطة" يتناتشون الحصص والمواقع!
اهتزت عملية التشكيل الحكومي بفعل البيانات المتبادلة بين الرئيسين المعنيين بالتأليف ميشال عون ونجيب ميقاتي، واتهام بعضهما البعض عبر مكتبيهما الإعلاميين بمسؤولية التعطيل، إلا أن هذه العملية لم تسقط حتى الآن واستؤنفت الاتصالات بوساطة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم لفكفكة ما تبقى من عقد.
واستؤنفت الاتصالات مجدداً لتذليل آخر عقدة تعيق تشكيل الحكومة وهي عقدة وزارة الاقتصاد التي يتمسك بها ميقاتي، ويريدها من حصته، إضافة إلى عقدة تسمية الوزيرين الإضافيين من خارج حصص القوى المشاركة بغية قطع الطريق على عون للحصول على الثلث المعطل، وفق ما أشارت صحيفة "الخليج".
فقد أصر ميقاتي على الحصول على حقيبة الاقتصاد كونها إحدى الحقائب الأساسية التي سيشارك وزيرها في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة، إلى جانب وزارة المال إضافة إلى الشؤون الاجتماعية وهي من حصة عون والطاقة، لا بل يرى ميقاتي أن حصته منتقصة، ووزارة الصحة التي سيسمى لها الدكتور فراس الأبيض ستكون من حصة الحريري، ولذلك طالب بالطاقة كبديل عنها ما جعل التأليف يواجه صعوبة بالغة دفعت اللواء إبراهيم للتحرك مجدداً والعمل على إرضاء ميقاتي بحصوله على الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية، بينما يجري العمل لحل عقدة الوزيرين المسيحيين الإضافيين من خلال تسمية عضو في بلدية بيروت أنطوان سرياني للشباب والرياضة وهو من الأقليات والتوافق جار على اسم الوزير الآخر لوزارة السياحة بانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة.