التخريب على مساعي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مستمر، بحيث بات مؤكدا أننا أمام سيناريو لا يختلف كثيرا عن "إحراج سعد الحريري فإخراجه"، وهذه المهمة يتولاها فريق العهد، لأسباب وأغراض غير منفصلة عن الإمساك بكل مفاصل الدولة، ولو على أنقاض ما بقي منها.
في هذا السياق، نقلت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة لصحيفة "اللواء" أن الإتصالات والمشاورات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف، تتم عبر الوسطاء وفي مقدمتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك أمس بين الرئيسين في محاولة، لإبعاد اي مؤثرات سلبية للتراشق الحاصل بين الرئاسة الاولى واكثر من طرف حول ما يثار عن عملية تشكيل الحكومة من جهة، ولتبديد ما تبقى من عقد وخلافات في مسار عملية تشكيل الحكومة، وآخر ما فيها، كما تردد، محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، التراجع عن التفاهمات السابقة التي قدم بموجبها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التشكيلة الوزارية من 24 وزيرا، في اللقاء الاخير بينهما.
وأوضحت ان ما يطالب به عون، الحصول على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية مع بعضهما البعض إلى جانب وزارة الطاقة، وقالت: ان ما يتم التفاهم عليه بين الرئيسين، ينسفه فيما بعد، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهذا ما حصل مرارا منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة ولم يعد خافيا على أحد.
وأشارت إلى رفض ميقاتي هذا الطلب، واقترح بالمقابل ان تكون الطاقة من حصته، وأردفت المصادر إلى أن هناك نقاطا أخرى ما تزال عالقة ولم يتم حسمها، من بينها وزارة العدل خلافا لما يردده أو يسربه البعض حول الإسم الذي تم الاتفاق عليه، كما أن العديد من الاسماء التي يتم ذكرها في وسائل الإعلام، ليست ثابتة وما يزال بعضها يخضع للتبديل او الاستغناء عنه كليا.
واكدت المصادر (لـ "اللواء") نقلا عن سياسي بارز، أن ميقاتي مصر على تشكيل حكومة انقاذ متماسكة منسجمة، تحظى بثقة الرأى العام الداخلي والخارج على حد سواء، وتستطيع مقاربة الملفات والمهمات المنوطة بها بجدية ومهنيه وفاعلية. وقالت ان محاولات تفخيخ الحكومة بطرح أسماء حزبية مموهة، محسوبة على باسيل وعملت معه في أكثر من موقع، او أسماء شخصيات تدور حولها علامات استفهام، كما هي حال من يطرح اسمه لتولي وزارة الطاقة مثلا، لا يمكن القبول بها تحت اي ظرف كان.
ونفت المصادر ما يروجه البعض عن احتمال إعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل، لعدم تجاوب رئيس الجمهورية معه، واكدت ان مايسرب،بهذا الخصوص ليس صحيحا على الاطلاق وعلاقته مع عون متواصلة على اساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالدستور، وكل ما يسرب هو مجرد تمنيات، لمن يعملون بالخفاء على عرقلة تشكيل الحكومة، ولن تتحقق أمنياتهم، لان الرئيس ميقاتي، متماسك جدا، ومستمر في مهمته بكل ثبات، ويستند إلى تأييد قوي من النواب الذين سموه لتولي رئاسة الحكومة، وإلى القوى السياسية المؤثرة الداعمة له،وإلى رغبة اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة.