لبنان الكرامة والعنفوان، سويسرا الشرق، ملتقى الحضارات، بلد الإشعاع والنور، جنة الإستثمار، مستشفى العرب، جامعة العرب، كلها عبارات وشعارات تنتمي إلى حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أي قبل أن يدخل "التيار الوطني الحر" فضاء السياسة اللبنانية.
بالتأكيد، لا نحمِّل التيار المذكور تبعات كل ما حل بنا من ويلات وكوارث وأزات، لكنه جلب للبنان حروبا قبل أن ينضوي في رحاب السلطة معطلا الدولة في محطات كثيرة ولا يزال، إلى أن وصل إلى أقصى ما كان يطمح إليه، فانهار البلد ولا يزال فيما ثمة من لا يكترث لجوع اللبنانيين ومواجعهم، بفض "التيار" طبعا!
نعترف، وبشفافية، قبل "التيار الوطني الحر" كان ثمة فساد، وكان ثمة تقاسم حصص ومغانم، لكن كان البلد بألف خير، كان عدد السياح يدنو صيفا من مليوني سائح من الخليج وسائر أقطار العالم، وكانت ثمة استثمارات بملايين الدولارات... إلخ.
كل شيء تغير مع شعار "التغيير والإصلاح" فحصل "التغيير" فعلا لكن للأسواء، أما "الإصلاح" ففي إجازة، ونحن اليوم في جمهورية الذل البرتقالي، والكرامة المغيبة، والهجرات المستمرة حتى لن يبقى في لبنان إلا العجزة، أو هو بات قاب قوسين أو أدنى من أن يكون مأوى عجزة من الشمال إلى الجنوب، ومن بيروت إلى الجبل فالبقاع!
