info@zawayamedia.com
لبنان

لهذه الأسباب... جنبلاط يحذر من الرهانات الخاسرة!

لهذه الأسباب... جنبلاط يحذر من الرهانات الخاسرة!


في خضم ما نشهد من أحداث أليمة متوالية تعصف ببلدنا، وما نواجه من إشكالات أمنية متنقلة، لا بد وأن نستشعر الخطر أكثر بكثير من رؤية اللحظة، ذلك أن كل هذه المعاناة بأشكالها المختلفة تتراكم وتؤسس لهواجس كبيرة، خصوصا وأن الخوف الماثل اليوم يعيدنا إلى ما قبل العام 1975، وإن تبدلت معايير الصراع بين مرحلتين، والخوف أيضا من أن نكون كلبنانيين نعيش ظروفا ممهدة لحرب أهلية (لا قدر الله).


لا نقرأ وسط هذا الواقع المرير، إلا حقيقة واحدة، وهي أن المستقبل بات محفوفا بالمخاطر وسط الكثير من التوجسات، فضلا عما يتهدد المواطن اللبناني في لقمة عيشه وما يواجه من ذل ومهانة، وسط طوابير تستجدي بمالها الخبز المفقود أحيانا والدواء المحتكر، إلى كارثة الكهرباء وما يستتبعها من معاناة لا تنتهي.


وسط هذا المشهد الضبابي المشحون لا بد وأن نتوقف مليا عند مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وليس من قبيل المجاملة، فمن يعمل ليل نهار على حل النزاعات بين جميع الأطراف، ويقدم التنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة وترسيخ السلم الأهلي عبر مواقف مشهودة، هو بحق صمام أمان السلم الأهلي في لبنان.


لن نتحدث عن وليد جنبلاط ابن ذاك البيت السياسي العريق الذي لا يتعب ولا يكل في حديثه المستمر عن السلم الاهلي وضرورة تحييد لبناني عن المخاطر الإقليمية والدولية، ولا عن الإنسان الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة وعزم وإرادة ان يبني خيمة أمان وطنية سياسية، أبعد بكثير من تطويق حادثة من هنا وأخرى من هناك، فحادثة شويا على سبيل المثال لا تختلف عن حادثة مغدوشة مؤخرا، وإنما نتحدث عن الرجل المستشرف لحاضر ومستقبل، ومن عاش الحرب يدرك هواجس جنبلاط وخوفه من الآتي إن لم يعقلن الجميع خطابهم ويتواضعوا في مقاربة أزمات البلد.


ومن حق وليد جنبلاط أن يبني خيمة أمان اجتماعي أيضا وسط بيئته وناسه وجمهوره، ولا يعني ذلك التقوقع في دائرة المنطقة والطائفة، وهنا نشهد حضورا لوليد جنبلاط الإنسان، فتأمين موجبات المستشفيات والمستوصفات لا يمكن أن ينتظر روتين إدارات الدولة شبه المفلسة، فضلا عن أن ثمة عائلات دون غذاء ودواء وكساء، والمسألة هنا، تتخطى الإعتبارات الانتخابية، فوليد جنبلاط لا يستجدي الأصوات وسط جمهوره الذي محضه الثقة ولا يزال.


حذر جنبلاط ولا يزال من الرهانات الخاسرة، داعيا إلى لبننة الصراع الداخلي، والإختلاف وفق أطر ديموقراطية لتنتظم الحياة السياسية بعيدا مما نشهد من تعطيل وانهيارات متتالية، من الاقتصاد إلى شلل المؤسسات وضمور الدولة حتى صار حضورها مغيبا لصالح مراكز القوى الممسكة بزمام السلطة، وحذر جنبلاط أيضا من الرهان على الغرب، وما حدث في أفغنستان وما يحدث في العراق وسوريا، يؤكد هواجس زعيم المختارة، فالدول، وعبر منظومة مصالحها لا تراعي أية قيم أخلاقية في السياسة!


نعم، وليد جنبلاط هو صمام أمان السلم الأهلي في لبنان، لكن، هل يلاقيه الآخرون لنجنب لبنان – المنهار أساسا – ويلات ما قد يستجد من حوادث وقلاقل؟!

هبة الجردي

هبة الجردي

كاتبة ومجازة في اللغة الإنكليزية