في منشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي، أطلق المهندس وعضو بلدية شحيم والناشط البيئي غازي عيسى على صفحته يحث فيها بزراعة ما يسمى بـ "خبز النحل"، وأنه بدأ مشروعا لاستنبات هذه النبتة الهامة للغاية للنحل، لما لهذه النبتة من فوائد عديدة لقفران النحل.
و"خبز النحل" Borage، اسمه العلمي Borago officinalis، وفقا لوايكيبيديا يتميز بأزهار لونها بنفسجي أزرق، وقد توجد منه أزهار زهرية، كما هناك أزهار بيضاء ولكن الشائع اللون البنفسجي، ويزهر معظم أيام السنة في المناطق المعتدلة المناخ، ونكهته تشبه الخيار، وزهرته لها نكهة تشبه العسل وتستخدم في تزيين الأطباق والكوكتيل، وزيته هو الأغنى بـ GLA حيث تصل نسبته حتى 38 بالمئة، ويستخدم لسان الثور في الزراعة المصاحبة، حيث يقال أنها تحمي البقوليات والسبانخ والبراسيكا وحتى الفراولة من الآفات. ويقال أيضًا أنه نبات مصاحب جيدًا للطماطم لأنه يربك نوع من العث يصيب الطماطم التي تبحث عن مكان لوضع بيضها، وهناك مزاعم بأنه يحسن نمو الطماطم، ويجعلها مذاقًا أفضل، ولكن هذا الزعم يظل غير مؤكد".
"هي نبتة معروفة بتسميات عدة مثل: لسان الثور، حمحم، البلعسون وبغلصوم" وفقا للهاوية في مجال الأعشاب والنباتات البرية غادة الريس، وقالت: "هناك أنواع منه، منها يتميز بورق رفيع ولكن عادة فأوراقه عريضة، وزهرته ذات لون بنفسجي مميز، وتستعمل كل أجزاء النبات تقريبا، وعادة ما اعتدنا على استخدامه في السلطات والأكلات المختلفة، كما يمكن تقطيعه وخلطه مع البيض كعجة، ومذاقه لذيذ للغاية ومفيد"، مضيفة: "ينمو حتى ارتفاع يصل إلى 900 متر، وقد وجدت منه على ارتفاعات عدة".
وحول تجربته في مجال نبتة "لسان الثور" قال عيسى لـ "زوايا ميديا"، "هو مجال بدأت به منذ سنوات، في إكثار غراس وشتول مختلفة، ولكن شح المراعي والموائل بالأزهار البرية للنحل، دفعني للقيام بإكثار هذا النوع من الشتول، الذي يعتبر من النباتات التي يحبها النحل ليس لرحيقها فحسب، بل لغناه بحبوب الطلع، الذي يعتبر البروتين الذي تغذي به عاملات النحل الحضنات، وبالتالي تساهم في زيادة أعداد النحل في القفران، وتغذية القفير كله".
وكتب عيسى في منشور على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": " تزرع نبتة خبز النحل عادة في شهر أيلول (سبتمبر) وتشرين أول (أكتوبر)، وهي نبتة شتوية"، وأوضح عيسى: "في هذه التجربة تم زراعة البذور في شهر حزيران (يونيو) وبعد الإنبات استمرت بالنمو خلال تموز (يوليو) بدأت بالتزهير في منتصف آب (أغسطس)، يتوقع استمرار التزهير حتى شهر تشرين ثاني (نوفمبر) وربما كانون أول (ديسمبر)" وبأنه سيتابع التجربة.
وأضاف: " خلال هذه التجربة للزراعة الصيفية لخبز النحل، فإن الري المستمر ضروري، بعكس الزراعة الشتوية التي تحتاج إلى الري في أيلول وتشرين فقط، وسيتم مراقبة كمية الزهور للزراعة الصيفية ومدى جذبها للنحل. علماً أن الزراعة الشتوية تنتج من 3000 حتى 5000 زهرة للنبتة الواحدة، بالإضافة إلى أهمية هذه النبتة في تقوية ورفع إنتاجية النحل، فإنها تستعمل في تحضير العديد من أنواع المأكولات في السلطات والطبخ وتزيين الأطباق"، وأشار إلى أن المهتمين بهذه النبتة، "يمكنهم الحصول على غراس منها للموسم الشتوي بالإتصال به، مزودا منشوره برقم (هنا).
وقال لـ "زوايا ميديا": "زهور هذه النبتة مميزة بأنها تمتلئ بالرحيق لتجذب النحل، وحتى بعد حصول النحل على الرحيق، تستمر بإنتاجه، كما وتنتج حبوب الطلع بكميات كبيرة، وتزهر بكثافة لدرجة أن عدد قليل من هذه النبتة قد تكون كافية لتغذية قفير، كما ووفقا لأبحاث أجريتها، فإن هذه النبتة مستوطنة، أي أنها تأقلمت مع مناخنا، وبالتالي فهي تعيش في البرية اللبنانية، وقد تطلبت مني جهدا كبيرة، خصوصا وأن عملية جني البذور شاقة بهدف إكثارها، ولكن هذا الأمر لم يثنني بل تابعته حتى نجحت"، مؤكدا أن "النتيجة تستحق"، آملا أن يتم "حصول النحالين على النباتات لزرعها حول القفران لتتمكن من الإستمرار بدون الحاجة لتغذيتها خلال فصل الشتاء، حيث تستمر الأزهار حتى أيار (مايو)، ويكون هناك عدد أكبر من الأزهار لتتغذى عليها، ودون الحاجة لنقل القفران شتاء إلى المشتى من مناطق منخفضة أو الساحل، أو تزويدها بمحاليل الماء والسكر".
ووفقا للأبحاث التي أجراها أيضا، قال عيسى: "يزرعونها في الصين في سهول واسعة، بهدف جني البذور لاستخراج زيت منها وهو Borage Oil، وهو زيت هام للصناعات الدوائية، وكمكمل غذائي للإلتهابات، وغيرها من الاستخدامات الطبية".
وأشار عيسى لـ "زوايا ميديا": "هناك عدد لا يستهان به من نحالين في منطقة الإقليم، إذ يتجاوز عددهم 70 نحالا بين المبتدئين والمحترفين، وليس لدي عدد القفران بالضبط، ولكن من خلال البلدية، تابعنا مشاريع للنحالين بالتعاون مع المركز الزراعي في شحيم التابع لوزارة الزراعة، منها دورات للمبتدئين والمحترفين، والسعي لإقامة تعاونية نحالي اقليم الخروب لتنظيم انفسهم والعمل الجماعي المنتج للحصول على مساعدات عينية وتدريب، فضلا عن التخطيط لااستحداث مركز خاص بهم ومعدات خاصة وتشجيعهم على التطور في هذا المجال عمليا وتسويقيا من أجل نوعية وكمية من العسل تمكنهم من توليد مدخول اقتصادي هام"، وقال: "كل هذا بحاجة إلى الوقت والتخطيط والتنظيم، ولكن بالعزيمة والإرادة والجهد والعمل الجماعي الهادف يمكن تحقيق مثل هذا الأمر".
وختم عيسى: "من المفيد زراعة هذه النبتة حول البساتين لجذب النحل والحشرات الملقحة، وبهذا نساهم في إنتاج أفضل من العسل والمزروعات المختلفة".
الصور التالية من صفحة المهندس غازي عيسى