توفيت جاسوسة جهاز الموساد الإسرائيلي والتي أخفى الموساد أي معلومات عن شخصيتها ومكان تواجدها، ما عدا اسمها الذي عرفت به (وهو ليس اسمها الحقيقي) وهو يائيل مان Yael Man أول أمس السبت 28 آب (أغسطس)، عن عمر يناهز 85 عاما، وقد ساهمت في اغتيال شخصيات فلسطينية كبيرة في لبنان عام 1973، في العملية التي عرفت بـ "ينبوع الشباب" the fountain of youth أو عملية فردان Operation Verdun، وهي جزء من عملية كبرى تحت عنوان "غضب الله" Wrath of God وردا على مذبحة ميونيخ في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972.
وذكرت القناة 7 العبرية أن جاسوسة الموساد يائيل مان التي ولدت في كندا عام 1936، وهاجرت إلى إسرائيل عام 1968، والتي تم تجنيدها بعد بضعة سنوات في عام 1971 للعمل في جهاز الموساد وقامت بدورها بتجنيد أجيال في الجهاز خلال فترة عملها، قد توفيت في 28 آب (أغسطس) 2021.
وأشارت القناة العبرية إلى أن جهاز الموساد ابتعث يائيل للعيش في لبنان تحت مسمى كاتبة تكتب القصص والسيناريو، وبطريقة خفية وشجاعة بدأت بالتحضير للعملية التي أسماها الموساد "ينبوع الشباب" باغتيال القادة الثلاثة في حركة فتح كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت.
وأوضحت القناة أن يائيل جهزت للعملية، ووفرت الإمكانيات المناسبة قبيل تنفيذها، ونجحت في تجنيد عملاء ساعدوها في جمع المعلومات عن الشخصيات الثلاثة دون أن يكتشفوا أنها يهودية وجاسوسة في الموساد، وذلك باستغلالها صفتها كمعدة لأفلام وثائقية وأنها بصدد إعداد فيلم وثائقي لشركة إنتاج بريطانية حول قصة إمرأة تعيش في سوريا ولبنان.
وقد تعرّفت يائيل على شخصيات لبنانية عدة، واختارت بيتا مواجها لمنازل القادة الثلاثة لفتح، وتمكنت من التنقل بحرية مطلقة في المنطقة والتقطت كميات كبيرة من الصور، كانت ترسلها إلى الموساد، ومن بينها صور تركّز على المنطقة التي يسكنها المستهدَفون وصور للمنازل وللحارس الشخصي للمستهدَف عدوان، ومعلومات هامة للموساد عن التحركات التي تجري حول المنازل الثلاثة.
وفي ليلة العاشر من نيسان (أبريل) 1973، نجحت وحدة خاصة تابعة للموساد متنكرة بزي إمرأة بالدخول إلى بيروت ونفذت عملية عسكرية سميت بـ "ينبوع الشباب" وتم خلالها اغتيال القادة الثلاثة في فتح كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت، وخلال العملية قامت الوحدة بتفجير مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما أسفرت عن قتل اثنان من الجنود الإسرائيليين.
يشار إلى أن الجاسوسة بعد 15 عاما من العمل في الموساد أنهت خدمتها في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بعد أن شاركت في العديد من العمليات السرية.