info@zawayamedia.com
لبنان

من يوقف مغامرة الصهر؟

من يوقف مغامرة الصهر؟


شُكِّلت الحكومة أو لم تُشكل فالأمر سيان لدى فريق رئيس الجمهورية، لسبب بسيط وهو أن هذا الفريق لم يعد ثمة شيء يخسره، على قاعدة القول المأثور "أنا الغريق فما خوفي من البللِ"، نعم غرق العهد في بحر الرهانات الخاسرة، غرق قبل أن يصل إلى سدة الرئاسة الأولى يوم تبنى مقولة "الأقوياء في طوائفهم"، فيما الأقوياء عادة، أقوياء بمناقبهم وتواضعهم، وغرق تياره السياسي أكثر في وحل السياسة لا بحرها، ودائما من تعطيل إلى تعطيل، وتقاطعت المصالح التعطيلية بين من يصادرون الدولة برهانات خارجية، شرعت لبنان أمام الفوضى والإنهيار.


اللبنانيون يموتون ويتقاتلون على محطات المحروقات، يُذلّون أمام الأفران والصيدليات الخاوية من أدوية وحليب أطفال، وَمَنْ في القصر ينام العصر، لا عين رأت ولا أذن سمعت، أما الدائرة المحيطة فتمهد السبيل للصهر الوريث، حتى ولو أخَذَنا هذا الغيّ إلى حرب أهلية تلوح من الآن بوادرها، عبر مواقف ممهِّدة، وأحداث متنقلة، وتسلح وتسليح من كل القوى، سرا وجهرا.


نعم، نعيش واقعا يعيدنا إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ولا نستغرب أن يتبنى البعض شعار النظام السوري "الأسد أو نحرق البلد"، ليغدو لبنانيا "باسيل أو نحرق البلد"!


من يوقف مغامرة الصهر؟ سؤال برسم الحليف الأقرب للتيار البرتقالي، وهو سؤال كل لبنان من البيئة الحاضنة إلى البيئة غير الحاضنة، فالجوع وحَّد اللبنانيين، ولن تفرقهم إلا نوازع مرضية ومريضة!

أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير