info@zawayamedia.com
صحة

للمرة الأولى الإبلاغ عن انتشار حالات عصبية نتيجة مواقع التواصل الاجتماعي!

للمرة الأولى الإبلاغ عن انتشار حالات عصبية نتيجة مواقع التواصل الاجتماعي!

لاحظ الباحثون في كلية الطب في هانوفر، ارتفاع حاد في أعراض شبيهة بـ "متلازمة توريت" Tourette Syndrome لدى الشباب الألمان، وهي حالة عصبية وراثية تتميز بتشنجات لا إرادية، واللافت للإنتباه في هذا المجال، أنه تم ربط هذا الأمر بتقليدهم لنجم على وسائل التواصل الاجتماعي مصاب بهذه الحالة.


وقد أعلن الخبراء عن اكتشاف زيادة عالمية لنوع جديد من الأمراض الاجتماعية الجماعية mass sociogenic illness، أو (MSI) والتي تنتشر نتيجة وسائل التواصل الإجتماعي، وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Brain العلمية "نريد الإبلاغ عن أول انتشار لنوع جديد من الأمراض الاجتماعية الجماعية (MSI) التي على عكس جميع الحالات التي تم الإبلاغ عنها سابقًا لا تنتشر إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لذلك، نقترح المصطلح الأكثر تحديدًا "المرض الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعي الجماهيري" mass social media-induced illness أو (MSMI)".


وكتب الباحثون "في ألمانيا، بدأ الانتشار الحالي لـ MSMI بواسطة حالة "افتراضية"، وهي ثاني أكثر منشئ محتوى على YouTube نجاحًا في ألمانيا والذي يتمتع بشعبية هائلة بين الشباب، وقد بدأ المراهقون المصابون يظهرون سلوكيات وظيفية "شبيهة بتوريت" متشابهة أو متطابقة، والتي يمكن تمييزها بوضوح عن التشنجات اللاإرادية في متلازمة توريت، والذي اكتشف عام 1885 في فرنسا، ويُعتقد أنه ناتج عن عوامل وراثية وبيئية.


وأضافوا يمكن اعتبار الأعراض الوظيفية الشبيهة بـمتلازمة توريت، باعتبارها الشكل الحديث لمتغير المحرك المعروف لـ MSI. علاوة على ذلك ، يمكن اعتبارها تعبيرًا عن القرن الحادي والعشرين كرد فعل إجهاد مرتبط بالثقافة لمجتمع ما بعد الحداثة، يؤكد على تفرد الأفراد ويقدر استثنائهم المزعوم، وبالتالي تعزيز سلوكيات البحث عن الاهتمام، وتفاقم أزمة الهوية الدائمة للإنسان الحديث، نرغب في زيادة الوعي بتفشي MSMI الحالي (الشبيه بـ Tourette)، حيث يتأثر عدد كبير من الشباب في مختلف البلدان ، مع تأثير كبير على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمع ككل ، حيث لم يعد الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقصورًا على مواقع محددة مثل المجتمعات المحلية أو البيئات المدرسية. لم تعد مقتصرة على مواقع محددة مثل المدارس أو البلدات.


وفي التفاصيل، كان الأطباء في كلية هانوفر الطبية في حيرة من أمرهم بسبب العدد المتزايد من الشباب الذين أبلغوا عن تشنجات لاإرادية جسدية مرتبطة بمتلازمة توريت، وبدأ البحث بعد أن ثبت بالفعل مقاومتهم للعلاجات الطبية التقليدية مثل الأدوية المضادة للذهان، قبل أن يدركوا أن المرضى كانوا يشاهدون قناة يوتيوب ذات شعبية كبيرة والتي تترجم على أنها "عاصفة رعدية في الدماغ" Gewitter im Kopf  ، يستضيفها جان زيمرمان، Jan Zimmermann  22 عامًا المصاب بهذه الحالة، بالمشاركة مع صديقه  Tim Lehmann حيث يقوم ينشر مقاطع فيديو مضحكة حول الحالة. لقد تحول زيمرمان بفضل القناة منذ البدء بتصوير مقاطع  الفيديو على يوتيوب في العام 2019 إلى ثاني أكثر مستخدمي YouTube نجاحًا في ألمانيا ، مع 2.2 مليون مشترك وأكثر من 300 مليون مشاهدة، كما يستخدم قناته لبيع قمصان وقبعات يضع عليها بعض السلوكيات التي تحصل معه لا إراديا في قناته.


عندما تم اكتشاف أن المرضى أظهروا أعراضًا مماثلة لأعراض جان زيمرمان الذي يعاني من متلازمة توريت ، أدرك الباحثون المشكلة: لم يكن المرضى يعانون في الواقع من متلازمة توريت ، لكنهم كانوا يقلدون تشنجات زيمرمان التي رأوها على هواتفهم، بعد توقفهم عن ذلك بوقت قصير ، "حدث شفاء سريع وكاملة بعد استبعاد تشخيص متلازمة توريت".


وأشار الفريق إن إيفي ميغ (20 عاماً)، وهي إحدى نجمات التيك توك في بريطانيا، وحسابها @thistrippyhippie والذي يتابعه حوالي 13.5 مليون متابع، قد تكون المتسببة في تزايد أعداد الشابات البريطانيات اللاتي تظهر عليهن أعراض المرض، حيث تعرض مجموعة من الحركات والتشنجات المرتبطة بمتلازمة توريت، وفقاً لما قالته دراسة أجراها باحثون بجامعة كندا.


كما وأن تعبير wannarexia أي أن شخص ما "يريد" أن يعاني من  Anorexia Nervosa وهو نوع من اضطرابات الأكل العصبية يتميز بانخفاض غير طبيعي في وزن الجسم ، وخوف شديد من زيادة الوزن وإدراك مشوه للوزن، يولي الأشخاص المصابون بفقدان الشهية أهمية كبيرة للتحكم في وزنهم وشكلهم ، وذلك باستخدام جهود مفرطة لخسارة الوزن والتي تؤثر بشكل كبير في حياتهم، وقد يؤدي إلى الوفاة، أما wannarexia فهي ظاهرة ثقافية مجتمعية وليس لها معايير تشخيصية، وينتشر Wannarexia بشكل أكثر شيوعًا، ولكن ليس دائمًا، لدى المراهقين الذين يشعرون بالحاجة إلى إنقاص الوزن ويعتقدون أن فقدان الشهية سيحل مشكلة عدم رضاهم عن مظهرهم ، ومن المحتمل أن يكون سببه مزيج من التأثير الثقافي والإعلامي.


في أواخر عام 2010 ، أصبحت علاقة المراهقين بالاكتئاب وإيذاء النفس تحت المجهر أيضًا. في دراسة من المدرسة الدولية في لبنان للباحثة جنان جنيفر جدايل بالتعاون مع باحثين من جامعة البلمند، حيث وصف الباحثون فهمنا المتغير للأمراض العقلية في سياق الشبكات الاجتماعية، وكتبت جدايل: " يصف الناس حزنهم بالاكتئاب، واضطرابهم على أنه توتر وحصر نفسي، عندما لا تعكس المشاكل التي يواجهونها في كثير من الأحيان تلك المشاكل النفسية. إذا اقتنع الأشخاص الأصحاء بأنهم مكتئبون، فإنهم في نهاية المطاف يتماهون مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي اللافتة للإنتباه والمتألقة، مما يؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة أكثر.


وختاما، علينا أن نجد طريقة لكيفية إنشاء مساحات عبر الإنترنت، للأشخاص الذين يعانون بصورة حقيقية، ويحتاجون إلى دعم الأشخاص الذين يعانون من نفس الأشياء، دون فتح صندوق Pandora الملئ باللعنات بطريق الخطأ؟ هي عملية حساسة للعاية، وسيصعب تعلمها دون الاعتراف بأمور هامة، فإن قبول حقيقة أن العدوى الاجتماعية حقيقية لا يجب أن تشوه سمعة أي شخص، ولكن يمكن أن يساعد فهمنا لها في التمييز بين الأمراض العقلية التي لا تزال للأسف تعتبر وصمة عار لأصحابها، وتلك التي يتم اعتبارها طبيعية لا بل استحسانها والإشادة بها عبر وسائل التواصل الإجتماعية.


بتصرف عن Brain, The Times, Journal of Teaching and EducationUnherd ووكالات

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: