هي فرصة لنسيان الهموم، والأزمات وكل ما له علاقة بها، وذلك بالإبحار في عباب البحر اللبناني، سواء برحلة قارب يمخر البحر نحاول خلالها أن ننسى اليأس والإحباط، أو عبر فيديوهات يشاركها الناشطون، ويكتشفون فيها ليس غنى البحر المتوسط بالدلافين والحيتان وأنواع الحياة المختلفة فحسب، بل أن ثمة فسحة من الأمل تمكننا من الإستمرار.
وقد شارك أحد المواطنين بفيديو لحوت كبير في البحر مقابل البترون، وعلى بعد حوالي 10 أميال وعندما تواصلنا مع مدير المركز الوطني لعلوم البحار، الدكتور ميلاد فخري، بالإستفسار بعد مشاركتنا له ما وصلنا من فيديوهات وصور، وفي ضوء التقرير الأخير لمجلس البحوث العلمية بأن الشاطئ اللبناني ملوّث بمعظمه، أكد لموقع "زوابا ميديا" أن "بحرنا لا زال بخير ما عدا المنطقة القريبة من الشاطئ ومصادر التلوث".
وأوضح فخري أن الفيديوهات التي وصلتنا، هي لـ "حوت العنبر أو Sperm Whale واسمه بالفرنسية Cachalot أما اسمه العلمي فهو Physeter macrocephalus ويتم التعرف عليه من رأسه المبلطح، ووجود ثلاث زعانف ظهرية، فضلا عن ذنبه، إلا أن هذا الحوت هو حوت يافع، وليس بالغا، وطوله بين 7 و8 أمتار، وعمره بين 3 و4 سنوات"، مشيرا إلى أن "هناك مشاهدات عدة، ما يرجح وجود عائلة من الحيتان في البحر، وخصوصا شمالا، في سلعاتا ورأس القشعة والبترون، وعادة ما تكون هذه المشاهدات في الربيع والخريف، وهو حيوان Carnivore يأكل الأسماك ومنها التونا".
من جهته، المختص في مجال الإدارة والناشط والصياد ضياء قبطان والعضو في فريق Aqua Sport، الذي أكد أن "البحر اللبناني وعلى الرغم من التلوث، فهناك مشاهدات عديدة للحيتان والدلافين أيضا، خصوصا خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي، لا بل إن هذه السنة غنية جدا بهذه المشاهدات الرائعة، وبتنوع بيولوجي زاهر، وقد شاركت بعدد منها على وسائل التواصل الإجتماعي ومنها الفيديوهات الثلاث للدلافين التي شاركت موقع زوايا ميديا بها".
شارك المختص في مجال الإدارة والناشط والصياد ضياء قبطان والعضو في فريق Aqua Sport، موقعنا "زوايا ميديا" بثلاث فيديوهات (الفيديو الأول، الثاني، والثالث) حول دلافين تسبح على مقربة من شاطئ البترون ، علما أن هذه الفيديوهات تم التقاطها خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وأشار قبطان إلى أن الفيديوهات التي تم المشاركة بها حول الحوت قرب ساحل البترون هو لصديق له، وقمنا بالتواصل معه، إلا أنه فضل عدم ذكر اسمه، وأشار إلى أنه "خلال رحلة بحرية مع أصدقاء لصيد التونا، يوم الأحد الماضي 22 آب (أغسطس) وعلى بعد حوالي 10 أميال من شاطئ البترون، صادفنا هذا الحوت، وتمكنا من توثيقه بالفيديو (الأول) و(الثاني)، ولكن لم نتمكن من التعرف على نوعه"، وقال: "هناك مشاهدات عدة في البحر اللبناني، وهي تؤكد على أنه على الرغم من كل شيء فالبحر يتعافى" وعن اصطحاب طفل معه في هذه الرحلة، أجاب: "هو ابن صديق لي، وهي فرصة ليتعرف الجيل الجديد على جمال وغنى وبيئة لبنان وخصوصا البحر، وتنمية هوايات جديدة، محورها الطبيعة والبيئة والمحافظة عليها، وبعيدا عن الألعاب الإلكترونية وما يشابهها".