كل يوم يجلب لنا قصصًا جديدة عن الكوارث المرتبطة بتغير المناخ، لكن الأطفال هم من سيرثون هذه التركة وما اقترفناه بحق البيئة والطبيعة، وهم سيكبرون ليواجهوا كوارث مناخية متطرفة وغريبة بشكل متزايد في العقود القادمة، ومن المؤكد أن مؤشر اليونيسف لمخاطر المناخ على الأطفال Children's Climate Risk Index، وهو الأول من نوعه، يُظهر أن ما يقرب من نصف أطفال العالم هم في فئة شديدة الخطورة لمواجهة ما وصفته اليونيسف في تغريدة بأنها "صدمات مناخية" Climate Shocks.
ويتواجد العدد الأكبر من الأطفال في البلدان النامية، فضلا عن تأثيرات مناخية ذات وقع أشد، وأشار التقرير الجديد إلى أن هناك من ثلاثة إلى أربعة آثار ونتائج لتغير المناخ منها المرض والجفاف ونقص الغذاء والحرارة الشديدة سيواجهها هؤلاء الأطفال، حيث تقدر اليونسيف أن أكثر من مليار طفل يعيشون في عشرات البلدان النامية المعرضة لمخاطر عالية، بما في ذلك نيجيريا والهند وجمهورية إفريقيا الوسطى، وسيواجهون أوجه متعددة من "الصدمات المناخية".
وقد وجد التقرير أن بنغلادش هي الدولة الأولى في العالم الأكثر عرضة للصدمات المناخية والبيئية وفقًا لمؤشر اليونيسف لمخاطر المناخ على الأطفال، ورأى التقرير أن الفيضانات والأعاصير تؤثر على ملايين الأطفال كل عام. يجب على الدول الصناعية خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لإنقاذ الأرواح
قالت هنريتا فورHenrietta Fore، المديرة التنفيذية لليونيسف، في بيان: "للمرة الأولى، لدينا صورة كاملة عن مكان وكيفية تعرض الأطفال لتغير المناخ، وهذه الصورة تكاد تكون رهيبة بشكل لا يمكن تصوره".
بالنسبة للدراسة، قامت اليونيسف بتحليل خرائط عالية الدقة توضح تأثيرات تغير المناخ. واعتبرت الفقر والحصول على المياه النظيفة والعوامل الأخرى، تجعل الأطفال أقل احتمالا للنجاة من الأحداث المناخية القاسية والكوارث الأخرى.
لكن الأطفال المتميزين بتواجدهم في البلدان الأكثر تقدمًا ليسوا آمنين أيضًا، وخلص التقرير إلى أن كل طفل في العالم تقريبًا معرض لنوع أو أكثر من التأثيرات المرتبطة بالمناخ، مثل تلوث الهواء، وفيضانات الأنهر وموجات الحر. قالت فور: "عمليا سوف تتأثر حياة أي طفل".
يفترض التقرير أنه يجب إشراك الأطفال في مناقشات السياسة التي تؤثر على مستقبلهم، بما في ذلك ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) الذي سيعقد في غلاسكو، اسكتلندا في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويخطط القادة الذين يحضرون COP26 لوضع استراتيجية لانبعاثات الكربون الصافية العالمية في موعد لا يتجاوز عام 2050، وقالت فور في هذا المجال لصحيفة The Guardian: "يجب الاعتراف بالأطفال والشباب بوصفهم الورثة الشرعيين لهذا الكوكب الذي نتشاركه جميعًا".