لم يستسلم رغم الإصابة والدم النازف وجعا، لم يستسلم، عينه تطارد جلاده عتباً، أو خوفا، أو هي العين تقام مِخرزا، تقاوم القاتل! كم كان مصيبا "فيلسوف الشخروب" الأديب الراحل ميخائيل نعيمة، حين قال:
رأت الشاة صاحبها يشحذ سكينه، فقالت له: "إحترس يا سيدي من أن تجرح إصبعك"!
كانت الشاة تساق للذبح وهي لا تعلم، فساورها خوف على صاحبها عندما راح يشحذ السكين... لذبحها!
أنظروا إلى عينه جيدا، أنظروا ولو امتد نصل إلى القلب، ولو ذرفتم دموعا حرّى كدمعي الآن، وقد جرَّح مني روحي وثَـــلَمَها حزنا وكدرا، كأني أنا الجريح، كأني أنا المصاب، لو قُدِّر لي لوهبته بعضا من سنيِّ عمري الباقية، ليعود إلى فضاء الرحمة، محلِّقا بعيدا من مسرح الجريمة!
أنظروا العين كم هي أقوى من نظارات الخواء والجهل ونزعة القتل استعراضا! أنظروا جيدا، العين تدين "حضارة" ندّعيها، وقيما غائبة، وإنسانية تلفظ ما بقي من أنفاسها!