أعدت صحيفة "غلوب أند ميل" الكندية تقريراً عن الأزمات في لبنان، بعنوان "لبنان يحتضر"، مشيرة إلى أن البلاد تنحدر بسرعة كبيرة، مع وجود شريحة ضخمة من السكان يتضورون جوعاً، حيث دفعت حاجة اللبناني بسام الصمدي لعلاج ابنته المريضة البالغة من العمر عامين، إلى وضع سيارته بعرض الطريق لمنع حركة المرور في وسط المدينة، حيث راح يصرخ "درجة حرارة ابنتي 40 درجة مئوية لمدة 6 أيام!". وواصل صراخه "أحتاج دواء! أنا بحاجة إلى دواء! نحن جميعاً بحاجة إلى دواء!".
وتراجعت حالة السكون في الاقتصاد اللبناني، حيث أدى التضخم المفرط إلى جعل البعض يلقي نكاتًا مريرة حول العيش في "ليبازويلا" (التشبه بفنزويلا). وعندما وصلت صحيفة "غلوب أند ميل" إلى بيروت، كان شراء دولار واحد يزيد قليلاً عن 17 ألف ليرة لبنانية، وبعد أيام قليلة كان سعر الصرف في السوق السوداء يقارب 20 ألف ليرة.
ويريد صندوق النقد الدولي أن يرى حكومة لبنانية جديدة تتشكل وسيكون لها تفويض لإصلاح اقتصاد البلاد بشكل جذري، بما في ذلك من خلال اتخاذ خطوات لمعالجة الفساد المستشري. وقال عماد سلامي، الأستاذ المشارك لسياسة الشرق الأوسط في الجامعة اللبنانية الأميركية: "الأزمة الأساسية هي حقيقة أننا نقترب من نهاية ما اعتدنا أن نسميه ترتيب الطائف في البلاد".
وقال ميشال معوض، النائب المستقل الذي انتخب والده رينيه معوض، رئيساً بعد توقيع اتفاق الطائف، ليتم اغتياله بعد 18 يوماً: "إنه سباق بين التغيير المؤسسي والفوضى الشاملة، إنه طريق صعب لأننا نتعامل مع ميليشيا من جهة حزب الله، ومافيا شديدة التنظيم داخل الدولة، هذا التحالف يعيق كل أمل في التغيير".