"زوايا ميديا"
في ظل إجراءات الإغلاق والحجر بسبب جائحة COVID-19 "كوفيد 19" التي يتسبب فيها الفيروس التاجي المستجد Corona، لاحظ أطباء النسائية والولادة أمرا غريبا خلال الأشهر الأخيرة، وهو أن الولادات المبكرة Premature Births تراجعت أعدادها بشكل كبير للغاية، ولم تعرف أسباب هذا الإنخفاض، ما يفتح الأبواب أمام أبحاث جديدة في هذا المجال.
في بادئ الأمر، لاحظ أطباء من الدنمارك وإيرلندا هذا الأمر، ولم يكن أي من الفريقين مطلعا على عمل الفريق الآخر في هذا المجال، ليتوافق مع ملاحظاتهم هذه أطباء من بلدان أخرى ويتضارب مع دول أخرى وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
فقد تبين في الدنمارك، أن عدد الولادات المبكرة تراجع بنسبة 90 بالمئة، بين 12 آذار (مارس) و12 نيسان (أبريل) من العام الحالي، بالمقارنة بالفترة نفسها من السنوات الخمس الماضية، وبسبب عدم وجود تفسير لديهم، وكذلك لم تخضع ملاحظاتهم لمراجعات الباحثين، إلا أن إيجاد تفسير قد يفيدهم في أبحاثهم حول أسباب الولادات المبكرة، وكذلك الأهالي ليتجنبوا حدوثها وما يرافقه من مضاعفات هذا الأمر على الأطفال، إلا أن الباحثون رجحوا سبب التراجع الكبير في الولادات المبكرة، بسبب استفادة الحوامل من الراحة، في ظل حالة الإغلاق ومكوثهن لوقت أطول في بيوتهن.
وقد أعفت بعض الدول، النساء الحوامل وكبار السن، من العمل، نظرا إلى كونهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وبالتالي، فإن النساء الحوامل حصلن على قسط أطول من النوم، كما تلقين رعاية أفضل من العائلة، فضلا عن الإجهاد النفسي والجسدي بسبب العمل.
وبما أن النساء الحوامل قد مكثن في البيت، فقد استطعن أيضا أن يتفادين التعرض لفيروسات أخرى مثل الإنفلونزا الموسمية وغيرها، وهي اضطرابات صحية تساهم أيضا في الولادات المبكرة.
وبما أن تلوث الهواء يؤثر على صحة النساء الحوامل، فإن هذا الأمر تراجع أيضا خلال فترة الإغلاق، بعدما فرضت قيود صارمة على التنقل في مختلف دول العالم فتراجعت الانبعاثات المضرة للأم والجنين على نحو ملحوظ.
ولحظ الأطباء أن هذا الإتجاه في انخفاض حالات الولادة المبكرة نتيجة الجائحة، قد يخدم كتجربة طبيعية لتفسير أسباب هذه الولادات المبكرة والطرق لتجنبها، علما أن مراكز مكافحة الوقاية في الولايات المتحدة في العام 2018، وجدت أن خطر الولادات المبكرة لدى العرق الأبيض هو 9 بالمئة وترتفع لدى العرق الأسود إلى 14 بالمئة.
وبدأ الفريقان الإيرلندي والدنماركي بجمع جهودهما وملاحظاتهما معا، لدراسة تأثير جائحة كوفيد 19 على الولادات المبكرة، للتمكن من البحث بشكل تفصيلي وأكثر عمقا.