نشرت مجلة "لانسيت" The Lancet العلمية مقالا كتبه باحثون في جامعات من أستراليا ونيوزيلندا، أشاروا فيه إلى ضرورة أن تدفع شركات الأدوية ثمن استغلال خزانة العلاجات من الطبيعة.
وقال الباحثون في هذا المجال، أنه في عام 2019، استفادت صناعة الأدوية بقيمة 1،2 تريليون دولار أميركي من الإنفاق العالمي على الأدوية. معظم هذا الربح هو اقتطاع لجزء من 125 تريليون دولار من الخدمات التي تقدمها الطبيعة كل عام . وبين عامي 1981 و 2014، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على ما يقرب من ثلثي جميع الجزيئات الصغيرة التي كانت إما مستوحاة من الموارد الطبيعية أو مشتقة منها، أو تحاكيها أو تتكون من منتجات طبيعية، وحتى جائحة COVID-19، فهناك لقاح يمكن اشتقاقه من الطبيعة، تم تطويره من الدم المميز باللون الأزرق لأحد الأحافير الحية وهو سلطعون حدوة الحصان horseshoe crabs، إذ بعد تواجده منذ ما يقرب من 450 مليون سنة هذا الكائن الحي انخفاضًا في أعداده وبوتيرة كبيرة بسبب تدهور أحوال السواحل والصيد التجاري، والآن يتم حصاد دمه للاستفادة الصيدلانية.
ومع ذلك، فإن الأساس أي الطبيعة الذي تعتمد عليه صناعة الأدوية يتآكل بمعدلات غير مسبوقة، مع اعتبار البعض أن أزمة التنوع البيولوجي الحالية هي الانقراض الجماعي السادس على الأرض، فعلى الرغم من تاريخ استغلال خزانة الأدوية في الطبيعة، فإن صناعة الأدوية تقوم باستثمار ضئيل في الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي واستعادته. بدلاً من ذلك، تم تمويل هذه المعركة إلى حد كبير من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمحسنين. كما أن متابعة المواقع الإلكترونية لأكبر عشر شركات أدوية لا يقدم أي دليل على استثمار في الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها.
وبهدف تحقيق أهداف الحفظ العالمية مثل الهدف 11 من أهداف أيشي، أشار العلماء إلى أن هذا الأمر يتطلب ما يقرب من استعادة 190 مليون هكتار من الأراضي، سيكون تحويل أزمة التنوع البيولوجي حولها تحديًا هائلاً، لا سيما مع نقص التمويل الحالي أو انخفاضه بشكل عام، والحفظ والاستعادة ضروريان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وستوفر حاجزًا حاسمًا ضد تغير المناخ، وتحسين جودة المياه، ومعالجة الأمن الغذائي.
ونتيجة لذلك، إذا انتقل المجتمع إلى مجتمع ينجح في استعادة النظم الطبيعية والحفاظ عليها، فيمكن لشركات الأدوية أن تجني أرباحًا من الزيادة المتوقعة البالغة 30 تريليون دولار سنويًا في خدمات النظام البيئي العالمي، واعتبر الباحثون إن استثمار 1 بالمئة فقط من الإنفاق الدوائي العالمي من الآن وحتى عام 2050 يمكن أن يستعيد حوالي 17 مليون هكتار من السهول الفيضية، أو 82 مليون هكتار من أشجار المانغروف، أو 5 ملايين هكتار من مستنقعات المياه العذبة، أو 282 مليون هكتار من الغابات.
المنغروف