كتبت صحيفة "اللواء" في افتتاحيتها اليوم ما يكاد يختزل واقعنا السياسي المأزوم، منطلقة من سؤال يردده معظم اللبنانيين: "بالضبط، ماذا يريد فريق الرئيس ميشال عون؟".
وتابعت الصحيفة: "برمشة عين، تراجعت أجواء التفاؤل، وتقدمت الاجواء المسمومة على ما عداها؟
على الأرض ممارسات لمؤسسة كهرباء لبنان، بإضاءة مناطق، وحرمان مناطق، تسببت بردة فعل ضد بعض المحطات، فاقتربت العاصمة بيروت التي كانت "ست الدنيا" من ظلام دامس، لم يقو عليها في أيام الاحتلال الاسرائيلي لسيدة العواصم العربية صيف 1982.
وعلى الأرض ايضاً، سباق محموم بين اسعار طن المازوت الذي اشتد الطلب عليه، في ضوء مناورات الشركات المستوردة وقلة خبرة، إن لم نقل تواطؤ، والتباين حول التسعيرة الجديدة التي لم يعد لها قيمة ما دام الطن الواحد من المازوت يلعب على حافة الـ 30 مليون ليرة لبنانية؟!
وعلى الأرض ايضاً، انقطاع ارغفة خبز الفقراء من الحوانيت والسوبرماركات فضلاً عن الأفران، أمر يدعو للعجب ان تسأل هذه الأماكن عن ربطة خبز!
وعلى الأرض أيضاً، استفادت مؤسسة مياه بيروت من عقم الوضع وانعدام المازوت، لتوقف أو تقنن هي الاخرى تزويد المنازل بالمياه، بعدما كانت بيروت عائمة على آبار الماء، ومن هنا اشتق اسمها.
وعلى الأرض أيضاً، تحولت محطات البنزين، ما بقي منها فاتحاً، إلى غابة مخيفة، من عناصر ميليشيات الحرب، القديمة والجديدة، فضلاً عن كثافة غير مسبوقة للدراجات النارية، في حين تمكنت العناصر الامنية من الحد من تعبئة الغالونات بالبنزين وبأسعار خيالية.
قتلى وجرحى ومطاردات ومشاحنات في الشوارع بين العائلات والعصابات، والمافيات المستجدة على الوضع، حيث تتزايد المخاوف من عودة النفايات إلى الشوارع.
هذا غيض من فيض! ثم ماذا بعد؟ إذا كان الفريق الرئاسي يرغب بحكومة، فماذا ينتظر؟ وإذا كان يعتقد ان بامكانه تحويل نكساته في الشعارات والممارسات وانفضاض غالبية المواطنين عن مشروع فريقه السياسي، من خلال فرض اجندات على الرئيس المكلف وفريق "رؤساء الحكومات السابقين" فهو على خطأ بالطبع.