info@zawayamedia.com
بيئة

قلبه يبكي والروح تتألم... غنى نحفاوي تعلمنا ثقافة الرحمة!

قلبه يبكي والروح تتألم... غنى نحفاوي تعلمنا ثقافة الرحمة!


أبكتني الصورة، ولعل ثمة من سيقول ألم تبكِ الجثث المتفحمة في انفجار التليل في قضاء عكار؟ وأقول: لا البكاء جف ولا الوجع توقف، حتى صار الدمع جزءا من يومياتنا وخيباتنا المتوالية.


لست في وارد مقاربة وجع بوجع ومعاناة بأخرى، فانفجار التليل كما انفجار مرفأ بيروت نتاج فساد السلطة وزبانيتها، وتاليا، انهيار منظومة الأخلاق المفترض أن تكون ضابطة لأداء الدولة وأجهزتها، أما معاناة الأرواح الضعيفة والكائنات الأليفة التي تعيش بين ظهرانينا، فمردها إلى شبه انعدام منظومة القيم الإنسانية، ومن ثم من قال إن هذه الكائنات لا تعاني؟ هي مثلنا، تتألم، تعطش، تجوع، تحزن، تعتب، وهي أولا وآخرا مسؤولة منا.


ثمة قانون يجرم تعنيف الحيونات الأليفة والبرية في لبنان، ولكن شريعة الغاب لما تزل أكثر رحمة من دولة الطوائف، وهي تفتك بالبشر والشجر والحجر وسائر مخلوقات الله، ومن لا يتأثر بمعاناة كائن حي، مستحيل أن يتألم لمعاناة إنسان جائع ومكلوم.


الصورة نشرتها الناشطة في مجال الدفاع عن الحيوانات والرفق بها الصديقة الرائعة غنى نحفاوي، دأبها أن نرتقي إلى ما يقربنا من إنسانيتنا، وهي التي نذرت حياتها من أجل هذه الكائنات الضعيفة، ونتعلم منها استعادة ما ضاع من إنسانيتنا.


الصورة لكلب حزين ومرهق، قلبه يبكي وروحه تتألم، بعد أن تقطعت به السبل حتى اتكأ على مدخل محل تجاري مقفل، وهو لم يأت إلى الحياة صدفة، فثمة من اقتناه ومن ثم رماه على الطريق، فالمسؤولية نحن من يتحملها، مع انعدام ثقافة الرحمة، نعم الرحمة ثقافة نتعلم أبجديتها بالحب، فألف ومليون تحية لغنى نحفاوي وهي تعلمنا ثقافة الرحمة، هي وغيرها ممن كرسوا قيم الخير والجمال والمحبة.

أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير