أسفر الزلزال الذي ضرب صباح أمس السبت الشطر الجنوبي الغربي من هايتي عن مقتل 227 شخصاً على الأقل.
وقالت السلطات المحلية عبر "تويتر": "ارتفعت حصيلة الزلزال وباتت 227 قتيلاً، بينهم 158 في الجنوب، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين"، ولفتت إلى أن "عمليات التدخل الأولى (...) أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض، فيما تواصل المستشفيات استقبال جرحى"، وكانت حصيلة سابقة أفادت بسقوط 29 قتيلاً.
وضرب الزلزال، الذي بلغت قوته 7.2 درجة، هايتي السبت قرابة الساعة 8.30 (12.30 ت. غ)، على بعد 12 كلم من مدينة (سان لوي دو سود) التي تبعد بدورها 160 كلم عن العاصمة (بور أو برنس)، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.
التحلي بروح التضامن
وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أنّ "الحكومة أقرّت في الصباح حال الطوارئ لمدة شهر عقب وقوع هذه الكارثة"، داعياً السكان إلى "التحلي بروح التضامن"، وعدم الاستسلام للذعر.
وعند الساحل الجنوبي لهايتي انهار فندق "لو منغييه بالكامل في "لاس كايس"، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وانتشِلت جثة مالك الفندق العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي غابرييل فورتوني من تحت الأنقاض، بحسب شهود. وأكد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.
وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرضت مدينة "جيريمي"، التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكوّن بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.
ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأميركية يتذكر زلزال 12 كانون الثاني (يناير) 2010 الذي دمر العاصمة والعديد من المدن، وقضى يومها أكثر من 200 ألف شخص وأصيب أكثر من 300 ألف آخرين، فضلاً عن تشريد مليون ونصف المليون من السكان.
وبعد أكثر من عشر سنوات من هذا الزلزال المدمر، لم تتمكن هايتي، الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادة، من مواجهة تحدي إعادة الإعمار، وفق ما ذكرت وكالات أنباء محلية وعالمية.