عثر الباحثون على "حضانة" لم تكن معروفة من قبل لأسماك القرش في المياه العميقة بالقرب من ساحل تل أبيب شرقي المتوسط، وهذه البقعة مليئة بمئات من أسماك القرش الصغيرة، مع أكبر تجمع لبيوض أسماك القرش على الإطلاق حول العالم، ويعتقد العلماء أن هذا الإكتشاف قد يكون له آثار مهمة على فهم تغير المناخ.
وقد تم الاكتشاف الهام علميا بالصدفة تقريبًا، حيث كان الباحثون بقيادة خبراء في جامعة حيفا، ومركز البحوث الإسرائيلية لعلوم المحيطات والموائل البحرية the Israel Oceanographic and Limnological Research ومؤسسات علمية أخرى، يتابعون تبعات تعرض شرق البحر الأبيض المتوسط للتغير المناخي، وهذا يرجع إلى حقيقة أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط "يمكن اعتبارها كنظام إنذار مبكر لتغير المناخ حول العالم".
ويعتقد الباحثون أنه من الممكن أن تكون هذه "الحضانة" أكبر موقع تزاوج لأسماك القرش في أعماق البحار، كما تم اكتشاف برك للمياه المالحة brine pools في أعماق البحار وموائل لتنوع بيولوجي ذات أهمية كبيرة.
قال الدكتور يتسحاق ماكوفسكي Yizhaq Makovsky، أحد الباحثين البارزين، في بيان: "كان هذا يحدث تحت أنوفنا منذ آلاف السنين، بجوار تل أبيب، إحدى أكبر المدن في إسرائيل"، مضيفا: "كان مختبئا على مرأى من الجميع، مما يسلط الضوء على قلة ما نعرفه عن أعماق البحار، ليس فقط قبالة سواحل إسرائيل، ولكن في جميع أنحاء العالم، أنه تحدٍ عالمي".
وكان يُنظر إلى المنطقة سابقًا على أنها "صحراء محيط"، وفقًا لما قاله ماكوفسكي، مع القليل من الحياة البحرية.
وتُعرف هذه السواحل بكونها بقعة ساخنة لأسماك القرش، وفقًا لصحيفة "جيروساليم بوست"، بما في ذلك أنواع مثل أسماك القرش الداكنة وأسماك القرش الرملية Dusky and sandbar sharks، وكلا النوعين معرض لخطر الإنقراض في المنطقة.
يعتقد الخبراء أنه من المحتمل أن تكون الحضانة أكبر موقع تزاوج لأسماك القرش في أعماق البحار. ومع ذلك، فاجأ حجم المشتل الباحثين، ليس فقط للاكتشاف نفسه، ولكن أيضًا لما تعنيه المنطقة من حيث صلتها بارتفاع درجات حرارة البحر.
وأضاف ماكوفسكي: "من منظور بحثي بحري عالمي، يمكن أن يكون لهذا الاكتشاف آثار هائلة".
تم إجراء البحث كجزء من مبادرة "الحياة تحت الماء" لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي صممت للمساعدة في إنقاذ المحيط والتنوع البيولوجي من آثار تغير المناخ. وأوضح ماكوفسكي أن هذا يرجع جزئيًا إلى حقيقة أن شرق البحر المتوسط "يمكن اعتباره نظام إنذار مبكر".
وأضاف: "لذلك، نعتقد أن اكتشافنا لبقعة ساخنة لتنوع الحياة في أعماق البحار لم تكن معروفة سابقًا، يمكن أن يوفر معلومات مهمة لاستدامة ومرونة النظام البيئي البحري ليس في شرق البحر الأبيض المتوسط فحسب، ولكن أيضًا على مستوى العالم في المحيطات الأخرى".
وتابع ماكوفسكي: "أعماق البحار هي المكثف المناخي للأرض، مما يخفف من التغيرات قصيرة المدى. بمجرد أن ينتقل تأثير التغيرات السينوبتيكية السطحية إلى أعماق البحار، يتغير مناخ الأرض بأكمله. وقد شهد شرق البحر الأبيض المتوسط تغيرات مناخية وبشرية متعددة على نطاقات زمنية مختلفة"، وأوضح: "إن التحقيق في السجلات الجيولوجية والبيئية المخفية في هذه البقعة الساخنة سيوفر سجلاً عالي الدقة لتأثير التغيرات على أعماق البحار، وهو أمر ضروري لفهم التغيرات المناخية المحلية والعالمية."
بتصرف عن الديلي ميل