بعد الخسائر الكبيرة التي خلفتها في اليونان وتركيا وغيرهما من دول أوروبا، باتت حرائق الغابات الناجمة عن موجة الحر الشديد تهدد ثلاث دول أوروبية أخرى، ويكافح عناصر الإطفاء في إيطاليا، اليوم الخميس، أكثر من 500 حريق ناتج عن موجة الحر الشديد، فيما دخلت إسبانيا والبرتغال موجة حر من المرجح أن تستمر أياما.
وحلت الحرائق في إيطاليا بعد أن خلفت خسائر هائلة في دول أوروبية عدة أبرزها اليونان، وقال رجال الإطفاء في بيان: "تم تنفيذ 528 تدخلا خلال الساعات الـ 12 الماضية من بينها 230 في صقلية حيث الوضع تحت السيطرة حاليا"، وسجلت وفاة جديدة ليرتفع عدد ضحايا الحرائق في إيطاليا إلى أربعة هذا الأسبوع.
بدورها، دخلت إسبانيا والبرتغال موجة حر من المرجح أن تستمر حتى الاثنين مع وجود أخطار عالية لاندلاع حرائق في معظم شبه الجزيرة، وأعلنت وزارة التحوّل البيئي الإسبانية، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنها أرسلت "ست آليات جوية لمكافحة الحرائق" في أراغون وريوخا وكتالونيا، وهي ثلاث مناطق في الشمال الشرقي، وذلك تعزيزاً للوسائل التي تستخدمها الحكومات المحلية.
وبدا حريق كتالونيا الأكثر خطورة، خاصة أنّه يؤثر على منطقة غابات محمية تبلغ مساحتها 41 هكتارا على شواطئ منطقة طركونة.
وفي إسبانيا كما في البرتغال المجاورة، صار خطر اندلاع الحرائق أمرا مقلقا للغاية، فيما يشهد حوض البحر الأبيض المتوسط حرائق واسعة النطاق خصوصا في اليونان والجزائر، مستمرة منذ أسابيع، بحسب "الاتحاد" الإمارتية.
وهذه الأخطار ناتجة عن موجة قيظ قد تصل خلالها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية على الأقل حتى الاثنين في معظم أنحاء شبه الجزيرة، مع درجات حرارة أعلى بشكل واضح في العديد من المناطق، خصوصا وادي غواد الكبير (جنوب إسبانيا) حيث يمكن أن تصل إلى 45 درجة مئوية.
ووصلت درجات الحرارة الأربعاء إلى 42 درجة مئوية في مقاطعة سيوداد ريال (وسط إسبانيا) وفقا لخدمة الأرصاد الجوية في البلاد.
من جانبها، منعت منطقة كاتالونيا السياحية (شمال شرق إسبانيا) التخييم في الغابات والنشاطات الرياضية في المناطق الريفية، وكذلك بعض النشاطات الزراعية الممكننة في أوقات معينة من أجل الحد من أخطار الحريق.
وتعزى درجات الحرارة المرتفعة هذه، التي تفوق بكثير المعدلات الموسمية، بجزء كبير إلى وصول كتلة من الهواء شديد الحرارة من شمال أفريقيا، كما أوضح خبراء الطقس.
