أكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماع، الثلاثاء، أن أي مساعدة للحكومة الحالية أو المستقبلية تعتمد على إصلاحات جادة، وكرر المجلس تضامن المملكة مع الشعب اللبناني في أوقات الأزمات والتحديات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية AFP.
لكنه أشار إلى أن "أي مساعدة تقدَّم إلى الحكومة الحالية أو المستقبلية تعتمد على قيامها بإصلاحات جادة وملموسة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وتجنب الآليات التي تمكّن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان".
يذكر أن الاقتصاد اللبناني يزداد سوءا، إذ قام سائقو الآليات العاملة على المازوت "الديزل"، الثلاثاء، بإغلاق الطريق العام في إقليم الخروب، وأعلنوا أن خطوتهم تأتي "احتجاجا على فقدان مادة المازوت" التي تشغل آلياتهم ومولدات الكهرباء وقطع المياه عن بلدة كترمايا كما وتأتي "بسبب انقطاع التيار الكهربائي"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
وقد ساد ظلام حالك شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان بسبب انقطاع التيار الكهربائي وإطفاء المولدات الخاصة لنفاد مادة المازوت، كما انتظر عشرات اللبنانيين، منذ صباح الثلاثاء، في طوابير طويلة لتعبئة قوارير الغاز المنزلي وسط تحذيرات أطلقها موزعون من احتمال انقطاعها كما غيرها من مواد رئيسية في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً متسارعاً منذ عامين.
وحذر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون من انقطاع قوارير الغاز المنزلي خلال أسبوع إذا لم يدفع مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة للمستوردين.
وقال زينون لوكالة فرانس برس "المخزون الحالي يكفينا أسبوعا، وإذا لم تحل المشكلة ستباع قوارير الغاز في السوق السوداء".
وجراء الانهيار الاقتصادي الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل أيام أن 78 بالمئة من السكان باتوا يعيشون في الفقر، فيما يعيش 36 في المئة في فقر مدقع.
ومع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد، تشهد البلاد منذ أسابيع طويلة شحّاً في مواد رئيسية عدة بينها الوقود والأدوية.
وفي لبنان، كل يوم تقريباً، يصدر تحذير من قطاع ما: المستشفيات تحذر من نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات وسط انقطاع التيار الكهربائي ومخاطره على حياة المرضى، الصيدليات تنفذ إضرابات بسبب انقطاع الأدوية، المتاجر قد تضطر لإفراغ براداتها لعدم توافر الكهرباء والوقود، بحسب "الحرة".
وقد اعتاد اللبنانيون على مشهد الطوابير، إذ ينتظرون لساعات أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة تقنين حاد في توزيع البنزين والمازوت. وتطور الاكتظاظ في مناطق عدة إلى إشكالات وحتى إطلاق نار. وقد قتل ثلاثة أشخاص الإثنين في إشكالين منفصلين بسبب خلاف على شراء الوقود أمام المحطات.