بيئة

الأمم المتحدة في تقريرها الأخير تحذر من كارثة مناخية... وتطلق إنذارا أحمر!

الأمم المتحدة في تقريرها الأخير تحذر من كارثة مناخية... وتطلق إنذارا أحمر!

حذر تقرير الأمم المتحدة حول تغير المناخ الذي طال انتظاره من أن العالم لديه نافذة ضيقة وسريعة الانغلاق لدرء الكارثة المناخية الناجمة عن تغير المناخ، وقد أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش Antonio Guterres تعليقا على التقرير إنذارا من الدرجة الحمراء للإنسانية!


ملخص للدراسة


وأشار خبراء الأمم المتحدة في الدراسة إلى أن نصف درجة من الاحترار الإضافي، أو درجتان مئويتان بدلاً من 1.5 درجة مئوية سيكون لها تأثيرات أشد على الكوكب بشكل كبير، أن الوقت قد فات بالفعل لتفادي بعض آثار الاحتباس الحراري، مثل ذوبان الصفائح الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر.


وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015، تهدف البلدان إلى الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وتسعى جاهدة للحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية، تتعرض الدول المختلفة لضغوط للاتفاق على عمل طموح في قمة Cop26  (مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) في تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام في غلاسكو، اسكتلندا.


وقدم تقرير اليوم الاثنين الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أول تحديث شامل منذ عام 2013 بشأن ما يُظهره العلم حول تأثير تغير المناخ الكارثي على العالم، فبعد أن ذكر تقرير عام 2013 أنه من المحتمل للغاية أن البشر هم من تسببوا في تغير المناخ، تقول دراسة هذا العام إن هذا الدليل لا لبس فيه.


وقد تم التوقيع على هذا التقرير بعد مفاوضات طويلة بين مندوبي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ويقول التقرير إن تخفيض أو الحفاظ على كل جزء من درجة مئوية مهم في منع الكوارث المتعلقة بالمناخ.


نتائج وتحذيرات


وتعليقا على النتائج، فقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقرير بأنه "إنذار من الدرجة الحمراء للإنسانية"، وقال "إنه كان يعول على الحكومات لإنجاح مؤتمر  Cop26، والوفاء بوعودها بتمويل المناخ للعالم النامي".


وتابع: "أجراس الإنذار تصم الآذان، والدليل لا يمكن دحضه: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا وتعرض مليارات البشر لخطر فوري"، وقال: "تتزايد وتيرة وشدة كوارث الطقس المتطرف والمناخ، وهذا هو سبب أهمية Cop26 هذا العام في غلاسكو"، مؤكدا أنه: "إذا قمنا بتوحيد القوى الآن، يمكننا تجنب كارثة مناخية. ولكن، كما يوضح تقرير اليوم، ليس هناك وقت للتأخير ولا مجال للأعذار".


وقالت فاليري ماسون-ديلموت Valerie Masson-Delmotte، الرئيسة المشاركة لمجموعة العمل التي أعدت التقرير، إن "العلماء أصبح لديهم صورة أوضح بكثير من ذي قبل عن حالة المناخ الحالية والمستقبلية"، وأضافت: "لقد كان من الواضح لعقود أن مناخ الأرض يتغير، ودور التأثير البشري على النظام المناخي لا جدال فيه".


وأشار التقرير إلى أنه إذا وصل الاحترار العالمي إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فمن المتوقع أن تحدث موجات الحر الشديدة 14 مرة أكثر مما كانت عليه من قبل، وقال التقرير إن احتمالية حدوث الجفاف ستكون مرتين إلى ثلاث مرات، في حين أن هطول الأمطار الغزيرة سيكون أكثر شيوعًا بنسبة 70 بالمئة.


ويقول العلماء إن الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر - وهو ما تأمل الاقتصادات الرائدة أن تفعله بحلول عام 2050.


وقال التقرير إنه بالإضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، يمكن للبلدان أيضًا الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق الحد من التلوث بغاز الميثان، ويُقدَّر تركيز الميثان في الغلاف الجوي بأنه أعلى من أي نقطة في الثمانمئة ألف سنة الماضية.


ويعتقد العلماء أنه إذا لم تحدث هذه التخفيضات، فإن درجات الحرارة سترتفع بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية هذا القرن.


ومن الممكن الوصول إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية في أقرب وقت ثلاثينيات القرن الحالي - ولكن يمكن منعها من الارتفاع أكثر إذا انخفض التلوث إلى الصفر، وفقًا للتقرير.


سيناريوهات مختلفة


وقد طرح الخبراء خمسة سيناريوهات، الأكثر تفاؤلاً هو أن حد 1.5 درجة مئوية قد تم اختراقه مؤقتًا ولكن درجات الحرارة تنخفض بعد ذلك قليلاً، ومع ذلك، فإنهم يحذرون من أن بعض تأثيرات تغير المناخ محصورة بالفعل بسبب الاحترار الذي حدث حتى الآن.


ةحتى إذا استقرت درجات الحرارة، ستستمر الصفائح الجليدية في الذوبان ومن المتوقع أن تستمر مستويات سطح البحر في الارتفاع إلى ما بعد عام 2100، ويُخشى أن تصبح أحداث الفيضانات التي كانت تحدث في السابق مرة كل قرن، أحداثًا سنوية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، كما وقد يصبح هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعًا بسبب تغير المناخ، مما يؤدي إلى فيضانات مثل التي شهدتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام.



 


يقول الخبراء إن التحدي المتمثل في قصر الاحترار على 1.5 درجة مئوية هو تحد سياسي وليس تحديا ماديًا، حيث تواجه البلدان مفاوضات صعبة حول كيفية خفض الإنبعاثات.


Temperature curve


ومن الجدير الإشارة إلى أنه لم تلتزم عشرات الدول بالموعد النهائي المحدد في 31 تموز (يوليو) الماضي لتقديم خططها المناخية المحدثة إلى الأمم المتحدة، والتي قالت إن هذا الأمر غير مُرضٍ.


Cop26


وبصفتها مضيفة لـ Cop26، تضغط المملكة المتحدة لتحقيق أهداف صفرية صافية ولكنها تواجه انتقادات بشأن جهودها الخاصة لمواكبة تغير المناخ، كما ويواجه الاتحاد الأوروبي سنوات من الجدل السياسي حول خطة المناخ التي تم طرحها الشهر الماضي والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.


قال ألوك شارما، وزير المناخ البريطاني الذي يقود القمة، في عطلة نهاية الأسبوع أن الوقت ينفد تقريبًا بالنسبة للعالم لتجنب الكارثة، وأن آثار تغير المناخ بدأت تحدث بالفعل.


وقد تم إلقاء اللوم على تغير المناخ على نطاق واسع في الأحداث المناخية القاسية الأخيرة في أوروبا، مع اندلاع حرائق في اليونان وتركيا، وبعد فيضانات شديدة في أجزاء من ألمانيا، وموجة الحر الشديد  heatdomeفي أميركا الشمالية.



وقد تلقت المسودات المبكرة لتقرير الأمم المتحدة أكثر من 80 ألف تعليق من المراجعين وممثلي الحكومات، علما أن إصدار يوم الاثنين هو مجرد جزء واحد من أربعة أجزاء مما سيدخل في التقييم السادس النهائي الذي سيصدر في العام 2022، وسيشمل التقرير النهائي فصولاً أخرى عن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات وطرق الحد من الانبعاثات.

الأمم المتحدة في تقريرها الأخير تحذر من كارثة مناخية... وتطلق إنذارا أحمر! 1 الأمم المتحدة في تقريرها الأخير تحذر من كارثة مناخية... وتطلق إنذارا أحمر! 1

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: