info@zawayamedia.com
أمن وقضاء

غنى نحفاوي تساهم بإنقاذ كلب تلعباس المعنّف... سلمت يداكِ وبورك قلبك!

غنى نحفاوي تساهم بإنقاذ كلب تلعباس المعنّف... سلمت يداكِ وبورك قلبك!

ما أن شاهدت الفيديو الذي لم أستطع إكماله، وأنصح أصحاب القلوب الضعيفة بعدم مشاهدته، (وقد تم حذفه من قبل إدارة يوتيوب لبشاعته) وقد نشرته الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي على صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى اتصلت بها فورا ، ولكنها لم تستطع أن تكمل الإتصال من فرط بكائها، خصوصا وأنها اعتقدت أن الكلب الذي عنف "بسادية" لا تقارن، وبشراسة ليس لها مثيل، أنه قد نفق، وكانت قد أجرت اتصالات بجميع المعنيين، بينما المعنّف الذي وفقا للمعلومات من بلدة "تلعباس" في عكار، الذي يبدو من تصرفاته أنه في نوبة غضب عارمة، لذا أتوجه لغنى نحفاوي، بإسمي وبإسم فريق "زوايا ميديا"، نقول لك "سلمت يداك، وبورك قلبك!"


لست هنا لأطلق الأحكام، أو لأتعمق في الفلسفة، ولكن هناك مثل إنجليزي بما معناه "ما تقوم به من أفعال يعود إليك"  what goes around comes around، وربما لفرط الأذى الذي نلحقه ببعضنا البعض، وبالطبيعة وبكائناتها والمياه والهواء والبيئة، عاد الأمر علينا بالكوارث التي نشهدها، ولكن بالمقابل فشعاع الأمل الذي يضيء هذه العتمة، وهي لناشطين نذروا أنفسهم لحماية الحيوانات والطبيعة، هو ما زال يرجح كفة الميزان لخلاصنا.


وكتب "فلافل" الناشط والناقد في مواضيع عدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، "هي صورة الكلب اللي انتشر الفيديو لإلو عم ينضرب بوحشية بالنهر بتلعباس (للصراحة ما قدرت كفي الفيديو من بعد اول ضربة اكلها)، تم انقاذه، في بطلة هون اسمها @GhinaNahfawi، لو في ١٪ من الحب اللي بقلبها للحيوانات يتوزع بين كثار من البشر كنا بألف خير! ".


لا تبتغي غنى الشهرة، ولا أن تتصدر عناوين ومقالات الصحف والأخبار والتغريدات وغيرها، بل محض همها معاناة هذه الكائنات، وتعترف "لست لوحدي"، "أنا مدعومة بقلوب محبة للحيوانات، وأشخاص يدفعون باللحم الحي لحماية وإنقاذ الحيوانات"، وقد بادرت بتأسيس مجموعة للرفق بالحيوانات AWA مع ناشطين في هذا المجال، مؤكدة: "لسنا لوحدنا، بل نتعاون مع جمعيات أخرى نشطة في هذا المجال، وهدفنا الأوحد هو رفع الأذى عن الحيوانات، ودعم الجهود لإنقاذها لتعيش حياتها بصورة تليق بإنسانيتنا، ومتابعة حالات التعذيب والأذى التي تتعرض لها، ولو تطلب الأمر الوصول إلى أرفع المراكز".


وقالت نحفاوي لـ "زوايا ميديا": "الكلب في عهدة جمعية بيتا للرفق بالحيوانات، وهنا أود أن أشكر محامي جمعية بيتا عدنان اللبان، الذي جاء من الجنوب وصولا إلى عكار وبقي طوال الليل يبحث عن الكلب الذي هرب حتى وجده، وتمكن من أخذه إلى بيروت حوالي الساعة الخامسة صباحا، وأظهر الكشف الأولي أنه مصاب بكدمات وبكسور، ولكن ننتظر التقرير النهائي وصور الأشعة والتحاليل المخبرية للإطلاع على وضعه العام، من المؤكد أنه بحالة توتر كبيرة، وعلى الرغم من ذلك، تجاوب مع منقذيه وتمكنوا من الحصول عليه ونقله إلى مستشفى بيطري لعلاجه ومراقبته".


وكتبت في تغريدة تفاعل معها الكثيرون: "لقيووووه وعايش ووضعه نسبة للمشاهد الوحشية اللي شفناها مستقر... ونازل هلأ على العيادة البيطرية فورا، قلتلكم قلبي حاسس انو عايش وحشوفو واحضنو وقللو الناس الطيبين اكتر بكتير من الشر الموجود.


وأشارت نحفاوي إلى أن "الشاب المعنِّف أبكم وأصم، ولكنه يقود آلية زراعية، ومركبة نقل صغيرة (فان) ويساهم بالأعمال الزراعية مع عائلته، ولذا فهذا الأمر لا يعفيه من المسؤولية، خصوصا وأن العائلة مشهود لها بعمليات التعنيف للحيوانات، وقد اشتكى عليها جيرانها من هذا الأمر، ومن قيامهم بحرق القطط بالبنزين وهي حية ترزق"، وتابعت: "لا شك أن ما يقوم به الشاب يدل على سادية، وهو أمر يشكل خطرا على محيطه من حيوانات وبشر، لذا لا بد من القيام بمتابعة حالته وخصوصا أنه قد يكون معنّفا نفسه، وقد يكون قد تعرض لاعتداء نفسي وجسدي ليقوم بمثل هذا العمل".


وتشيد نحفاوي بما تقدمه وزارة الداخلية وخصوصا قوى الأمن الداخلي والزراعة في هذا المجال، وقالت: "لم تدخر وزارة الزراعة جهدا في دعمنا في مساعينا، وخصوصا الوزير الدكتور عباس مرتضى ومستشاره الدكتور علي عطايا الذي تابع الموضوع معي وحتى الساعة الواحدة صباحا من يوم الأحد، وقد أوعز الوزير مرتضى لمراكز الزراعة في منطقة عكار، لمتابعة الموضوع، ولا ننسى قوى الأمن الداخلي التي واكبت عملية الإنقاذ".


وكتبت نحفاوي في تغريدة على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر": لحظة انقاذ الكلب اللي اتضح انو جرو واللي تعرض لأبشع انواع التعنيف والضرب والتعذيب ب #تلعباس_الغربي #عكار، الكلب الطيب كان مخبى وموجوع وناطر، الكلب أصبح في عهدة @BETALebanon (جمعية للرفق بالحيوان)، عند البيطري، شكر كبير لكل قلب خفق مع قلبي، حب واحترام ل "قوى الأمن الداخلي" @LebISF ولوزارة الزراعة @M_abbassmortada و@AlyAtaya".


وأكدت نحفاوي أنها لم تنم الليلة لفرط تأثرها، ولتتأكد من سلامة ونجاة الجرو الأبيض الصغير، الذي تعرض مسالما لتعذيب ليس له مثيل، فهو لم يقاوم معنفه، ربما لأنه سيده وصاحبه، بل استسلم، لنشهد نجاته ليتم إنقاذه، وربما يجد قلبا يحتضنه حقا، ويعيش حياة كريمة تليق بإنسانيتنا جميعا.


ملاحظة: بعد أن تم حذف الفيديو بسبب المشاهد العنيفة التي يحتويها، وبعد أن تمت مراجعة الفريق التقني مع إدارة يوتيوب، بأن فضح هذه الممارسات واجب وضروري لدفع السلطات لمعاقبة الذين يتعرضون للحيوانات بالأذى والتعذيب، وقد تم إعادة نشر الفيديو ويمكن مشاهدته أدناه...


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: