قام موقع عالمي بنشر فيديو تم بثه عبر تطبيق إنستاغرام لإحدى حدائق الحيوانات البرية في زكريت شرق العاصمة بيروت في محافظة جبل لبنان، حيث انتقد الكثيرون الطريقة التي تعامل بها حديقة الحيوان أحد الأسود الظاهر في هذا الفيديو وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
موقع عالمي
وقد نشر موقع Esquire Middle East مقالا يتضمن مقطع الفيديو منقول من صفحة حديقة الحيوانات Animal City، وبدورنا في "زوايا ميديا" ترجمناه بتصرف وجاء في المقال:
يمكن في الفيديو رؤية شابتين تدخلان صندوق زجاج بليكسي في مسيج لأسد ذكر. يبدو أن الشابتين في المقطع تسخران وتستفزان الأسد وهما تختبئان في غرفة زجاجية (بلكسي)، ويبدو الأسد في حالة من التوتر الشديد، وهما تلتقطان صور "سلفي"، وتقومان باستفزاز الأسد السجين.
وكتب روبرت علام Robert Allam، مستخدم Twitter و Reddit البارز، الذي أعاد مشاركة المقطع الذي نشرته في الأصل Animal City: "لا يجب التعامل مع حبس الحياة البرية واستخدامها بطرق مرهقة لجذب الإقبال على أنه أمر طبيعي، يتم تعذيب هذا الأسد المسكين كسجين من أجل الربح، يجب الإبلاغ عن هذه الأماكن بسبب إساءة معاملة الحيوانات".
وقد كتب موقع Animal City Lebanon في تعليق على الفيديو على حسابهم الخاص على موقع التواصل Instagram : "إجعل رحلتك القادمة إلى Animal City مميزة وفريدة من خلال لقاء لا يُنسى وجهًا لوجه مع الأسد".
وغرد علام: "بيع فكرة لقاء لا يُنسى وجهًا لوجه، وإساءة معاملة الأسود الضعيفة التي لا يمكنها فعل أي شيء سوى ضرب مخالبها على حائط البلكسي، لا شكرا"".
"هذا مروع للغاية!" قال Stef Burgon وكان يعمل كـ DJ على الراديو ومقره دبي عند إعادة نشر المقطع عبر الإنترنت.
ووصف آخرون مقطع الفيديو بأنه "مثير للاشمئزاز"، بينما سأل شخص آخر "كيف يمكن لأي شخص أن يعتقد أن هذا ممتع أو مضحك أو مناسب على الإطلاق؟"، ويكتب آخر: "إن هذا يجعل قلبي يؤلمني حقًا".
لم يتفق الجميع، مع ذلك. وعلق أحدهم قائلاً: "يا للأسد الحزين لا يمكنه أن يقتل الإنسان المسكين".
وتعتبر Animal City Lebanon نفسها أكبر حديقة ومأوى للحيوانات في البلاد، وهي "مدينة حيوانات" تبلغ مساحتها 26 ألف مترا مربعا، وتعتبر نفسها الحديقة الأولى والوحيدة في لبنان، وتحتوي على حديقة حيوانات بها 50 نوعا من الحيوانات، ومنطقة ترفيهية للأطفال، كما بالإضافة إلى 15 منفذًا ومطعمًا وكشكًا للوجبات السريعة ومطعمًا للوجبات الخفيفة، بالإضافة إلى متجر للحيوانات الأليفة.
ويختم المقال: كما يكتب موقع الحديقة على الإنترنت، "مدينة الحيوانات هي ملجأ يحتوي على أكثر من 50 نوعًا من الحيوانات البرية والداجنة المحمية والتغذية والمحمية، نحن نهتم بإلهام الناس لرعاية وتثقيف المدافعين عن الحياة البرية في الغد، ومنح العائلات يومًا رائعًا".
نحفاوي
وقالت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي لموقعنا "زوايا ميديا": "ليست المرة الأولى التي نفضح بها هذه الحدائق التي تسمي نفسها حدائق حيوان، وهي عنوان للإساءة للحيوانات، وقد ساهم الناشطون مع جمعيات بيئية بترحيل دبين سوريين إسمهما هومر وأوليسيس من إحدى هذه الحدائق إلى الولايات المتحدة الأميركية".
وقد شكرت نحفاوي مغردة عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" موقع Esquire Middle East، وXpose Trophy Killing على "فضح تعذيب الأسد، تحت مُسمى ترفيه، في أحد السجون المخصصة للحيوانات في #لبنان، وهي Animal City في #زكريت! استخدام الحيوانات البرية للجذب بطرق مرهقة مناف للأخلاق ولقانون الرفق. يتم تعذيب هذا الأسد المسكين كسجين من أجل الربح".
جرصة عالمية!
وأضافت نحفاوي: "عالميا، ووفقا لدراسات أن إرهاق الحيوان بكونه وسيلة للترفيه، يتسبب بنوع من التعذيب النفسي ودرجات عالية من التوتر، أو ما يمكن شمله بمصطلح Animal abuse، هذا الأمر ليس من ابتكارنا، بل وفقا لدراسات معمقة وكثيرة، وهناك قواعد عالمية تحكم هذه الحدائق والحيوانات الموجودة فيها، وعدا عن هذا التعمد بالتعذيب عبر استحداث غرفة خاصة plexiglass، والتسبب بإحداث التوتر للحيوان، وهناك العديد من المخالفات التي تم رصدها ولن ندخل فيها الآن، وقد شاركت بالمقال العالمي الذي فضح ممارسات حديقة الحيوانات هذه، وقد تم ارسالها الي من ناشطين، وبدوري وضعتها بتصرف المعنيين في وزارة الزراعة، التي تتجاوب معنا دوما في القضايا التي تمس الحيوانات والتعرض لها بالأذى، لأن ما تناوله المقال عبارة عن (جرصة) وفضيحة عالمية، وكأنه ينقصنا في لبنان المزيد من الفضائح، والواجب أن يراقب المعنيين هذه المنشآت أو إن لم تتوفر الكادرات الفنية المتخصصة فليتم إقفالها، وكما هو واضح فالعديد من الحيوانات على صفحات التواصل الإجتماعي تظهر أن الحيوانات تبدو هزيلة، وضعيفة"، ووثقت نحفاوي بإبراز مذكرة تحمل الرقم 32/1 (غير مذكور فيها التاريخ) من وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس مرتضى، بضرورة الكشف على منشآت خاصة بالحيوانات، من ضمنها حدائق الحيوانات وملاجئ الكلاب وتجمعات الحيوانات وغيرها، من قبل المصالح الإقليمية. (موجود ضمن الصور في آخر المقال).
وأضافت: "من جهة ثانية، فهناك عروض داخل هذه الحديقة لإمكانية أخذ الصور مع الحيوانات البرية، وهناك صورة لطفل مع قرد صغير، ومن الممكن ان يتوتر القرد وأن يقوم بعض الطفل، وكذلك الأمر بأخذ صور مع الدبب الصغيرة والثعلب وكذلك الأسد الصغير، وعندها من الممكن أن يؤذي الحيوان الطفل، وأن يعرض الحيوان لإمكانية إعدامه من قبل السلطات أو إدارة المنشأة لمنع الإدعاء عليهم، هذه مخالفة لاستخدام الحيوانات بهذه الطريقة أيضا".
الطيور أيضا
وتعليقا على صورة لأحد الأشخاص وهو يمسك أحد الطيور الجارحة بطريقة غير سليمة، أشار أحد الخبراء في مجال الطيور فضل عدم ذكر اسمه إلى أن الطائر هو نوع من أنواع النسور Lesser spotted eagle، وقال لـ "زوايا ميديا": "ليس من المفترض حمل الطيور الجارحة بهذه الطريقة، إلا في حالات الطوارئ، ولنقله إلى مكان آخر وليس بقصد الترفيه، هذا يضع الطائر البري، بحالة من التوتر، ومن الممكن أن يؤذي الشخص الذي يحمله، كما من المفترض أن يطلق سراحه، إلا في حالة معاناته من الأذى بصورة لا تمكنه من العيش في البرية، وإن كان في حالة جيدة ويمكن إطلاقه، فتواصله مع البشر بهذه الصورة، تجعله يعتاد البشر، وبالتالي لا يتمكن من العيش بصورة طبيعية في البرية، إلا بعد فترة طويلة من تأهيله وبطرق معينة وعلى أيدي مختصين".