info@zawayamedia.com
بيئة

جردة بحرائق شرق المتوسط: ملايين الهكتارات من الغابات وتهديد لمهد الألعاب الأولمبية!

جردة بحرائق شرق المتوسط: ملايين الهكتارات من الغابات وتهديد لمهد الألعاب الأولمبية!

ليست الحرائق حكرا على لبنان، بل امتدت في دول الشرق المتوسط، فموجة الحر القائظ مدعومة برياح ساخنة من شمال أفريقيا، ساهمت بتأجيج حرائق متفرقة في لبنان وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وقبرص متسببة بأضرار طاولت ملايين الهكتارات من الغابات، فضلا عن أضرار بالممتلكات والمنازل والأراضي الزراعية، أما في اليونان فقد هددت مهد الألعاب الأولمبية، قرية أولمبيا القديمة.


اليونان


وقد انتشر عناصر فرق الإطفاء في اليونان، أمس، للتصدي لحريقين ضخمين في غرب البلاد وشرقها، حيث أتت ألسنة اللهب على غابات الصنوبر، كما وأرسلت العديد من فرق الإطفاء إلى منطقة قرب قرية أولمبيا القديمة، بهدف حماية الموقع الأثري حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، في غرب شبه جزيرة بيلوبونيز. وتم إخلاء القرية القديمة التي عادة ما تكون مزدحمة بالسياح، بالإضافة إلى ست مدن أخرى مجاورة أخليت من سكانها في اليوم السابق.


Olympia is where the ancient Olympics were held every four years from 776 BC for more than a millennium [Giannis Spyrounis/ilialive.gr via AP]


Giannis Spyrounis via AP أولمبيا 


وتجتاح اليونان عشرات الحرائق منذ أسبوع، جراء "أسوأ موجة قيظ" منذ أكثر من ثلاثين عاما، وفقاً لرئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، مع درجات حرارة تتأرجح بين 40 و45 درجة مئوية.
وفي تركيا، تستمر حرائق الغابات في يومها التاسع أمس، وسط جهود مكثفة للسيطرة عليها. وقامت السلطات بإجلاء 10 آلاف و500 شخص من ميلاس جنوب غربي البلاد، بعد أن تفاقمت الحرائق وباتت على مقربة من محطة للطاقة الحرارية.


إيطاليا


وفي إيطاليا، أدت درجات الحرارة المرتفعة في جنوب البلاد إلى إعلان وزير الصحة درجة الإنذار الحمراء Red Alert، لا سيما في جزيرة صقلية، وامتدت الحرائق على مساحة آلاف الهكتارات من الغابات في البلاد.


وقد استخدمت السلطات آلاف من عناصر الدفاع المدني وطائرات لإطفاء الحرائق المنتشرة ولكن بسبب حجم الحرائق، اضطر الاتحاد الأوروبي أيضًا إلى إرسال الموارد.


وفي جزيرة سردينيا، تم تدمير 20 ألف هكتار من الغابات، مما أجبر مئات الأشخاص على الإخلاء، كما دمرت الحرائق الأراضي الزراعية وحرقت الماشية والشركات والمنازل، وهناك قلق بشأن الخسائر في التنوع البيولوجي للجزيرة.


وقد وصف كريستيان سوليناس، رئيس منطقة سردينيا، الحرائق بأنها "كارثة غير مسبوقة". تحدث السكان عن مشاهد مروعة.


في صقلية، لا تزال الحرائق مشتعلة في مناطق مختلفة حيث وصلت النيران أيضًا إلى مدينة كاتانيا الجنوبية على الساحل الشرقي، هنا أيضًا، أُجبر العديد من السكان على مغادرة منازلهم واضطرت الشرطة للتدخل عن طريق البحر لإنقاذ حوالي 200 شخص تقطعت بهم السبل في المنتجعات الشاطئية بسبب الحرائق والدخان الكثيف، وقد اضطر مطار كاتانيا للإغلاق مؤقتًا بسبب الدخان.


كما تضررت بشدة منطقة أبروتسو، حيث التهمت النيران غابة صنوبر في بيسكارا على ساحل البحر الأدرياتيكي، وأرسلت السلطات السائحين والمقيمين إلى المستشفى بعد استنشاق الدخان.


وتقول السلطات إن العديد من الحرائق سببها أشخاص، وقامت بالفعل ببعض الاعتقالات، في حديثه على التلفزيون الإيطالي، وصف رئيس بلدية بيسكارا كارلو ماسي الأحداث في منطقته بأنها دراماتيكية حقًا وقال إن المسؤولين يجب أن يدفعوا.


يصفه ماسي الوضغ بأنه هجوم على قلب المدينة، الرئة الخضراء لبيسكارا، تقاليدها، تاريخها، جذورها. يقول العمدة إن النيران تطورت في أجزاء مختلفة وأن الرياح أشعلت ألسنة اللهب الهائلة. ويضيف أنه لم يسبق له أن رأى شيئًا كهذا من قبل وأن الناس كانت تطوقهم النيران عمليًا.


كما هو الحال في أجزاء أخرى من إيطاليا، قال ماسي إن التأثير على البيئة المحلية كان لا يُحصى مع تدمير المنطقة بأكملها من محمية Dannunziana، وهي غابة الصنوبر الكبيرة في المدينة، قال إنه من المؤلم رؤية كل تلك "الهياكل العظمية" المحروقة للأشجار.


تركيا


قامت السلطات التركية بإجلاء 10 آلاف و500 شخص من ميلاس، بعد أن تفاقمت الحرائق وباتت على مقربة من محطة كمركوي الحرارية واقتربت أمس من محطة أخرى.


وبينما بات مئات العائلات يواجهون ظروفا صعبة بعد فقد منازلهم وممتلكاتهم في الحرائق ووسط الانتقادات الحادة للمعارضة، لعجز الحكومة عن التعامل مع الأزمة، واكتشاف أن تركيا لا تملك الإمكانيات الكافية للسيطرة على الحرائق، اتهم إردوغان المعارضة باستغلال الحرائق سياسيا، وفتحت السلطات تحقيقات حول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بتهم منها "إهانة الرئيس".


وقال إردوغان، في مقابلة مع قنوات تركية خاصةً موالية له ليل الأربعاء - الخميس: "كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، حدثت زيادة كبيرة في حرائق الغابات في بلدنا، ولا ينبغي استغلال الوضع لتحقيق غايات سياسية». وأضاف أن عدد الطائرات المشاركة في مكافحة حرائق الغابات ارتفع اليوم إلى 20، وهناك أيضاً 51 مروحية، وأن طواقم الإطفاء تواصل مكافحة الحرائق دون توقف".


وتابع: "187 حريقا اندلع في غضون 8 أيام، 15 منها لا تزال مستمرة، وتمت السيطرة على بعضها... الحكومة عازمة على تشجير جميع المناطق المحترقة لتعود خضراء من جديد"، وذكر أنه تفقد الأضرار الناجمة عن الحرائق وأوعز للمسؤولين المحليين ببدء تعويض الأهالي المتضررين في أقرب وقت.


وبشأن ما إذا كانت لديه معلومة تشير إلى احتمالية أن يكون هناك عمل إرهابي أو تخريبي وراء تلك الحرائق، قال إردوغان إنهم منذ اندلاع تلك الحرائق تساورهم الشكوك بهذا الصدد، وإنهم قاموا بالتحقيق في هذه الجزئية وتم توقيف عدد من الأشخاص واعتقال آخرين لضلوعهم في هذه الأعمال، وإن في عائلات هؤلاء المعتقلين أشخاصا لهم صلة بحزب العمال الكردستاني (المحظور). وأضاف أن جميع تشكيلات الاستخبارات وأجهزة الأمن تواصل تحرياتها في هذه النقطة، ومن ستثبت إدانته سينال عقابه، لافتا إلى أنهم سيشاركون مع الرأي العام نتائج التحقيقات بكل شفافية عند انتهائها. وانتقد الرئيس التركي وسم "أنقذوا تركيا" الذي انتشر على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من وراء إطلاقه هو إظهار تركيا على أنها دولة ضعيفة، مضيفا: "افعلوا ما يحلو لكم، نحن نقف شامخين على أقدامنا وسنواصل السير في طريقنا... هل يعتقدون أنهم سيهزموننا بالأكاذيب؟ تركيا الآن دولة قوية وليست دولة بلا إمكانيات".


لبنان


في جردة للحرائق التي حدثت في لبنان، فقد اندلع حريق بين نيحا وجزين تمت السيطرة عليه، وفي إقليم الخروب، أما يوم الأربعاء الماضي، فقد بدأ الحريق في محافظة عكار شمالا، وامتد إلى المناطق الحدودية بمحافظة حمص السورية، ويوصف مسار القبيات باحتوائه على بعض من أجمل الغابات في لبنان، حيث يحتوي على أشجار البلوط والصنوبر والأرز، وقد بلغت خسائر حريق القبيات الذي امتد إلى عندقت وبلدات اكروم والشربين حوالي 1200 هكتار، وهي أعلى خسائر في لبنان تسجل في موسم واحد، ولا زال مؤشر الحرائق مرتفعا للغاية، ما ينذر بحرائق متفرقة وكبيرة للغاية، ولكن يبدو أن حريقا آخر بدأ ينافسه في الوقع الأليم على إحدى أهم مناطق التنوع البيولوجي في لبنان أي وادي جهنم.


الحريق المستمر في وادي جهنم لليوم الخامس على التوالي، ربما هو أكثر هذه الحرائق إيلاما، وسط صعوبات جمة بالسيطرة عليه، كونه في منطقة ذات تضاريس وعرة للغاية، ويتابع الدفاع المدني تزويد طوافة الجيش اللبناني بالمياه لاخماد الحريق، وتتابع مصلحة زراعة عكار بشخص رئيسها طه مصطفى تطوارت الحريق، هذا ويذكر ان عشرات المتطوعين سهروا في أعالي غابة القلة متأهبين لمكافحة النيران بالمعدات اليدوية.


وبدأ الحريق بالفعل بتهديد غابة القلة التي تتميز بكونها الأغنى في لبنان بأشجار الأرز والشوح واللزاب المعمرة والدهرية، وقد وثق فريق "درب عكار" البيئي بالصورة شجرة أرز تحترق في هذه الغابة الغنية بالتنوع البيولوجي.



الصورة الرئيسية: من صفحة "درب عكار"


 

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: