تكاد لا تخلو حديقة منزليّة من أشجار العِنــــــّاب في فلسطين، ولو بأعداد قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكن، مع ذلك لم تتطور زراعتها خارج تلك الحدائق، وبقيت معزولة ومهمشة، رغم أنها شجرة محببة لدى اجدادنا .
في هذا الصباح الجميل حظيت بـ " كمشة يد " من ثمار العِنــــــّاب كهدية صباحية من الصديق مقبل احمد " ابو شادي " من حديقته في دير السودان غرب مدينة رام الله .
ومن المعروف ان العِنــــــّاب شجرة متساقطة الأوراق والاسم العلمي لها Ziziphus Jujuba وينتمي العِنــــــّاب للفصيلة السدرية، وهو شجر شائك يصل طوله إلى حوالي 8 أمتار أوراقه مستطيلة غير حادة التسنن ويحمل عناقيد من الأزهار الصفراء الصغيرة المخضرة .
أما الجزء المستعمل من النبات فهي الثمار، وهي حباا بيضاوية الشكل بنية إلى محمرة وأحيانا مائلة إلى اللون الأسود، تشبه إلى حد كبير حبة الزيتون، لذيذة الطعم ولبها أبيض هش، علما أن مدينة عنابة الجزائرية أخذت اسمها و شهرتها لإنتاجها لهذه الفاكهة منذ زمن بعيد .
وقد اشتهرت هذه الفاكهة اللذيذة في الطب الصيني منذ آلاف السنين، بعد أن تبيّن غنى محتواها الذهبي بالفوائد الصحّية، بدءاً من خصائصها المهدّئة ووصولاً إلى مضادات الأكسدة التي تحتويها.
ويحتاج جسم الإنسان إلى 24 حامضاً أمينياً للعمل بشكل صحيح وطبيعي، ويحتوي العِنــــــّاب 18 من أصل 24 من هذه الأحماض التي تساعد في الحفاظ على العظام والعضل والجلد والدم والهورمونات والناقلات العصبية والأنزيمات، كما تساعد في التئام الجروح وعلاج الأمراض
وقد استخدم العِنــــــّاب في الطب منذ 2500 سنة على الأقل، وقيل إن الجنود الرومان الذين كانوا في القدس كانوا يحيطون به معسكراتهم لمنع الناس من الاقتراب منهم اجتناباً لشوكه. وتحدث عنه الأطباء العرب القدامى فقال داود الانطاكي: ينفع في خشونة الصدر والحلق والسعال والعطش، وغلبة الهم وفساد مزاج الكبد والكلى وأورام المعدة ومضغ أوراقه يحبس القيء.
أما ابن سينا في كتابه القيّم القانون في الطب فقد كتب: "جيد للصدر والرئة وزعم قوم انه نافع لوجع الكلية والمثانة"، وقال ابن البيطار "نافع من السعال والربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر والمختار منه ما عظم حبه وان أُكِل قبل الطعام فهو أجود"
وقال المثل الشعبي الفلسطيني " العِنــــــّاب هدايا للأحباب " دلالة على اهميته وقيمته
وعرف العرب العِنــــــّاب قبل الإسلام وورد ذكره في الشعر الجاهلي فقيل:
كأن قلوب الطير رطباً ويابسا ........... لدى وكرها العناب والحشف البالي
وقال : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في العِنــــــّاب أجمل بيوت الشعر الغزلي :
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ورداً ......... وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ
وكما غنى كارم محمود للعناب :
عنابي ...عنابي يا خدود الحليوة .. أحبابي يا رموش الحليوة
يرضيكو الحليوة يسيبني .. للنار اللى بِدّوبني .....إيه قصده الحليوة .. إيه قصده الحليوة
ملاحظة هامة : قد تكون ثمرة العناب غير مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لإحتواءها على الكربوهيدرات المعقدة التي بطبيعتها تؤثر بالسلب على مستوى السكر بالدم، لذا لا بد من استشارة الطبيب في حال أخذ بعض الأدوية والمكملات العذائية التي تحتويها، للتأكد أنها خيار مناسب لك .
(المعلومات من عدة مصادر ومراجع )