info@zawayamedia.com
بيئة

متري لـ زوايا ميديا: الإهمال المزمن أدى وسيؤدي إلى حرائق كارثية!

متري لـ زوايا ميديا: الإهمال المزمن أدى وسيؤدي إلى حرائق كارثية!

لا يمكن وصف الوضع في منطقة عكار إلا أنه كارثي و"خارج عن السيطرة"، وقد شبهه البعض بالبركان، خصوصا بعد تجدّد الحرائق خلال نهار أمس وتمددها ليلا في غابات عكار ووصولها إلى البقاع وحتى الحدود السورية، وقد أثارت الحرائق الكارثية الرعب بين سكان القضاء، وبدأت حركة نزوح كثيفة من بلدات جبل أكروم، خصوصا مع اقتراب النيران من المنازل وتهديدها للسكان، واقترابها من البساتين والحقول الزراعية، وسط تخوف من تغير اتجاه الرياح وتهديدها لممتلكاتهم وحياة عائلاتهم، وسط كارثة بيئية لا تقدر بثمن، قضت على مساحات كبيرة من الغابات التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد.



وقد عملت فرق الدفاع المدني والجيش والمتطوعين من الناشطين البيئيين والأهالي على إخماد الحرائق، إلى جانب طوافات عسكرية تابعة للجيش اللبناني التي ساعدت في إطفاء النار في المواقع الوعرة والصعبة، لا سيما في مناطق عندقت وأكروم وبيت جعفر.


درب عكار


ومن المتطوعين في إطفاء الحرائق، فريق درب عكار، وهو الفريق الذي استحدث آليتين للحد من الحرائق والإنقاذ الجبلي هما "لزاّب" و"شوح"، تيمنا بشجرتين معمرتين تزينان معظم المناطق الجبلية في القضاء، تساهمان حاليا في إطفاء الحرائق، وكتب الفريق على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أن "حرائق الغابات في عكار هي أكبر حرائق تسجل في لبنان على الاطلاق، رقعتها النشطة تجاوزت الـ 20-30 كلم مربع، واضرارها تتجاوز المعدل التراكمي لـ 10 سنوات متواصلة من الحرائق على مستوى لبنان".


May be an image of car and roadآليتي "لزاب" و"شوح" في إحدى مهمات إطفاء الحرائق في القضاء


وفي رسالة عبر تطبيق "واتساب" تمكن موقعنا "زوايا ميديا" من التواصل مع المتطوع حاتم الفحل من فريق "درب عكار"، وكتب الفحل: "الحريق لا زال مستمرا والطوافات لا زالت تعمل على إطفائه، وتتعاون فرق الدفاع المدني مع فريق درب عكار وفريق المستجيب الأول من جرد القيطع ومتطوعين من جبل اكروم والقرى والبلدات العكارية كافة بهدف إطفاء الحريق والحد من انتشاره".


الصورةقرية عودين



وعلى الرغم من وجود استراتيجية وطنية للحرائق منذ العام 2009، إلا أنها لم تطبق لغاية اليوم، ومن ضمنها خطة محلية لإدارة خطر الحرائق تشمل بلدة القبيات وجوارها لم تطبق يوما، بالإضافة للنظام العلمي للتنبه من خطر الحرائق لجامعة البلمند، والذي أعطى مؤشرا مرتفعا جدا جدا لموقع الحريق قبل أيام من اندلاع النيران، لم يتم الأخذ بعين الاعتبار لهذه المعلومات والتنبيهات المتكررة.


البروفسور متري



وفي هذا المجال، قال مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة البلمند، البروفسور جورج متري: "ما نراه اليوم، يفقدنا القدرة على النطق، وهو نتيجة طبيعية للإهمال المزمن في ملف الحرائق الذي أدى في السابق وسيؤدي إلى حرائق كارثية، وهو ما تابعنا ونتابع ونستمر بالتحذير منه، ومنذ أكثر من 15 سنة ولا أحد يتحمل مسؤولية ما يجري، وكل الإدارات تعرف مسؤولياتها ولكن لا أحد يقوم بتحملها، لدينا أفضل المعلومات المتوفرة حول مؤشرات الحرائق بشكل عام، ولكن لا أحد يتلقف هذه المعلومات أو يتحرك وقبل وقوع الكارثة".


May be an image of map and text that says


مؤشر الحرائق يوم الأربعاء الماضي وفقا  لـ Firelab من جامعة البلمند


 


وعند سؤاله حول كون الحرائق مفتعلة أم غير مفتعلة أجاب: "ليس السؤال اليوم حول كون الحرائق مفتعلة أم لا، ولكن الفكرة أن الجميع يعرف أننا سنصل إلى أوقات حرجة سيحصل فيها حرائق، وإن حصلت فمن الصعب السيطرة عليها، ولم تتخذ أي إجراءات وقائية لمنع هذا الأمر، من ناحية تكثيف المراقبة من قبل الشرطة البلدية والسلطات المحلية، والسلطات الوطنية الغائبة كليا، خصوصا لجهة عدم وجود تدخل فوري ومباشر لمنع استخدام النيران، في هذه الأوقات الحرجة، خصوصا وأن نظام firelab ومنذ ثلاثة أيام يصدر أقصى درجات عالية لناحية مؤشر الحرائق خصوصا منطقة القبيات وعكار تعتبر منطقة خطرة جدا جدا لناحية خطر لاندلاع الحرائق،  وعدم وجود الإستجابة خصوصا وأنه عند وقوع الكارثة من الصعب وقف تمدد الحرائق، وكان الأسهل تجنب اندلاعها، من محاولة الإطفاء بعد اندلاعه".


كل مين إيده إلو



وأضاف متري: "مؤسف جدا ما نشاهده، خصوصا وأن متطوعين يعرضون حياتهم للخطر، ووفاة أشخاص في ظل عدم التدريب اللازم، وعدم وجود المعدات اللازمة لحمايتهم وحماية حياتهم، لا سيما وأن هذا الأمر يتكرر وللسنة الثالثة على التوالي في لبنان".


 


May be an image of map and text


مؤشر الحرائق اليوم الجمعة وفقا  لـ Firelab من جامعة البلمند


 


ووصف متري الواقع الكارثي "بفوضى وعلى كافة الأصعدة، وعدم وجود تنسيق على الصعيد الوطني، والمناطقي والمحلي، وفق المقولة باللهجة العامية (كل مين إيده إلو)"، مشيرا إلى أن "الموسم لا زال في البداية، ولا زلنا في شهر تموز (يوليو)، فماذا سنفعل في الأشهر القادمة من آب/أغسطس، أيلول/سبتمبر، تشرين الأول/أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر، ندعو ألا نشهد حرائق إضافية، ولكن من المستبعد الا نشهد المزيد من الحرائق الكارثية".


وختم: "وفقا لسير الأمور، فسيكون موسما حرجا للغاية على لبنان، ومن الممكن أن الأرقام الكارثية التي كسرناها في الموسم الماضي في العام 2020 للحرائق والمساحات التي أصابتها النيران، بأن نشهد هذا العام أرقاما قياسية جديدة في العام 2021 و2022، بسبب الغياب الكامل للدولة، ومن قبل البلديات، واتكالنا الوحيد على المجتمعات المحلية التي نأمل أن تكون رائدة في إدارة الحرائق على الصعيد المحلي".


 

متري لـ زوايا ميديا: الإهمال المزمن أدى وسيؤدي إلى حرائق كارثية! 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: