مع انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية اللنبانية ميشال عون، اليوم، لتسمية رئيس حكومة يكلف بتشكيلها، والذي يرجح أن يكون نائب طرابلس الرئيس نجيب ميقاتي، وفي حين علمت “السياسة”، أن كتلة “المستقبل” النيابية ستسمي ميقاتي في هذه الاستشارات، أكدت عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب رولا الطبش، “أننا نضع أولوية واحدة في أي استحقاق، وهي حال لبنان واللبنانيين”.
وقالت في حديث الى “السياسة” إن ”الرئيس نجيب ميقاتي من رؤساء الحكومات السابقين، ولم يختلف موقفه عن مواقف الرئيس سعد الحريري طوال مرحلة التعطيل التي خاضها رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل ومن خلفهما “حزب الله”، سواء بموضوع المقاطعة أو التسمية”.
وشددت على أن “مشكلة الرئيس عون انه لا يزال يعيش واقع ما قبل العام 1989، ويحسب أن النظام رئاسي، وهناك تجاوزات دستورية عدة أثبتت أن العهد يريد إعادة لبنان إلى ما قبل “اتفاق الطائف”، خصوصا في تشكيل الحكومات، فيما الأكيد أن النظام اللبناني برلماني ولا يحق لرئيس الجمهورية أن يحصل على وزير واحد في الحكومة، ولا يحق له أن يضع شروطاً، ودوره في التشكيل مفترض أن يكون حكماً”.
وقالت إن ”ما شهدناه أن رئيس الجمهورية تحول إلى طرف وبات رئيس “جمهورية الباسيليين”، لهذا ما أرجحه أن الرئيس المكلف المقبل إذا رضي أن يكون “باش كاتب”سيخضع لإملاءات رئيس الجمهورية بهدف الحصول على لقب “دولة الرئيس”، أما إذا لم يكن “باش كاتب”وكان على نسق رؤساء الحكومات السابقين، وانتهج سياسة الرئيس الحريري في الحفاظ على الدستور و”اتفاق الطائف”، فبالتأكيد لن يكون سقفه أدنى من سقف الرئيس الحريري الدستوري”.
أضافت: ”الأمر نفسه مع موضوع التأليف، اذ لا استبعد أن نشهد تكليفاً ولا نرى تأليفاً، لأن ماكينة التعطيل في بعبدا لا تضع حال البلد كأولوية بل تقرأ فقط بكتاب جبران باسيل، وبدلاً من أن تكون أجندة العهد: أعمل لوطني أصبحت أعمل لصهري”.
أكدت أن”لا صحة للكلام عن نية نواب المستقبل الاستقالة، وذلك منعاً لتسليم البلد لأطراف مخرّبة عطلت تشكيل الحكومة وتريد فراغا في كل المؤسسات الدستورية ليبقى عون الحاكم الأوحد ويحقق حلمه، مثلما يفعل اليوم اذ يستبدل اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع بالحكومة، ولا يمكن أيضا ترك المجلس لأكثرية تنسجم مع خيارات إيران، التي لا تريد أي خير للبنان وتدعم رئيس الجمهورية في مسعاه للفراغ الذي أوصلنا إلى جهنم، بهدف القضاء على ما تبقى من عروبة في هذا البلد لإلحاقه نهائيا بـ”الهلال الفارسي”.
ورأت أن “استقالة رئيس الجمهورية كانت ولا تزال مطلب فئة واسعة من اللبنانيين، هذا المطلب الذي بلغ ذروته بعد”17 تشرين الاول(اكتوبر)، لكن في بلد كلبنان يُترك مصير رئيس الجمهورية للمرجعيات المسيحية، خصوصاً السياسية، فإذا كانت على نسبة عالية من الوعي لواقع ما يجري لما كانت صمتت عن رئيس أرسل شعبه إلى جهنم”، وأردفت: ”رأيي الشخصي أنا مع محاسبة رئيس الجمهورية ليس على سوء إدارة عهده فقط، بل على التجاوزات الدستورية التي ارتكبها طوال هذه الفترة، وهذا الأمر يتطلب أيضا اجماعا مسيحياً على هذه المحاسبة”.
وقالت: تيارنا يستعد لخوض الانتخابات النيابية على مستوى لبنان في أي وقت كانت، سواء أكانت في موعدها أو قبل ذلك، وهناك ضغوط دولية واضحة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وليست هناك مواقف توحي بأن أطرافا لبنانية تريد تمديدا أو تأجيلا، إلا إذا كان هناك من يشعر بأن الهزيمة ستكون كارثية عليه ويريد تأجيل هذا الاستحقاق المرّ. لهذا لا أرى أي مؤشرات سياسية حاليا توحي بتأجيل الانتخابات”.
أضافت: “لا شك أن هناك مخاوف لدى اللبنانيين من عدم اجراء الانتخابات، ففي عهد ميشال عون كل شيء ممكن، ونحن كتيار المستقبل سنبقى متمسكين بإجراء الانتخابات، خصوصا ان الرئيس الحريري في خطاب استقالته بعد”17 تشرين”، دعا اللبنانيين إلى انتخابات نيابية مبكرة، لكن حصولها يحتاج قانوناً لإنهاء عمل المجلس الحالي وقانوناً لانتخابات مبكرة”.
وقالت إن “السؤال الحقيقي اليوم لماذا لم يتم اجراء الانتخابات الفرعية؟ ما نعرفه أن الاستحقاق معطل بأمر من رئيس الجمهورية، من هنا على الرأي العام أن يحسب أن هذا العهد قد يفعل أي شيء ليبقى في السلطة ويضرب اتفاق الطائف وهوية لبنان العربية".
السياسة الكويتية